تاريخ النشر 27 يناير 2016     بواسطة الدكتورة بشرى عوض الجهني     المشاهدات 201

النَّزفُ المَهبِلي

الطَّمثُ، أو دورة الحَيض، هو النَّزفُ الشهري الذي يحدث لدى المرأة. لكنَّ النَّزفَ المَهبِلي غير السَّوِيِّ، أو الشَّاذ، شيءٌ مختلف عن دورات النزف الشهرية الطَّمثيَّة. يُمكن أن يحدثَ هذا النزفُ بين الدورات، وأن يدوم عدَّة أسابيع، أو يمكن أن يحدث قبل البُلوغ الجنسي أو بعد بلوغ المرأة سنَّ اليأس.
وقد يكون من أسبابه: •	أورام ليفيَّة رَحِميَّة أو كيسات رَحِميَّة. •	مشكلات هرمونية. •	تناول أدوية هرمونية من قبيل أقراص منع الحمل أو الخضوع لمعالجة هرمونية طمثيَّة. •	مشكلات في الدَّرَق. •	سرطان عُنُق الرَّحِم أو المبيض أو الرَّحِم أو المَهبِل. يمكن أن تكونَ للنزف الذي يحدث في أثناء الحمل أسبابٌ متعدِّدة أيضاً. وهو لا يحدث دائماً بسبب مشكلة خطيرة، لكنَّ استشارةَ الطبيب ضروريةٌ لتكون المرأة في أمان. يمكن أن يساعد فحصُ الحوض واختبارات الدم، وغير ذلك من الإجراءات الطبِّية، الطبيبَ على تشخيص المشكلات. وتعتمد المعالجةُ على الأسباب التي يكتشفها الطبيب. 
مقدِّمة
الحيضُ هو النزف الشهري الطبيعي الذي يحدث لدى المرأة، ويُعرَف باسم "دورة الطمث" أيضاً. لكنَّ النَّزفَ المَهبِلي غير السَّوِيِّ، أو الشَّاذ، شيءٌ مختلف عن دورات النزف الشهرية الطَّمثيَّة. وهو مشكلة شائِعة لدى النساء. يمكن أن يكونَ النزفُ المَهبِلي غير السَّوي نزفاً بين دورات الطمث، وقد يستمرُّ عدَّةَ أسابيع. كما يمكن أن يكون النزف غير سَويٍّ أيضاً إذا حدث قبلَ البُلوغ أو بعدَ الوصول إلى سن اليأس. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على فهم النزف المَهبِلي غير الطبيعي. وهو يتناول أسبابَه وتشخيصه ومعالجته. 
الجهازُ الإنجابي عندَ المرأة
تشمل الأعضاءُ الإنجابية لدى المرأة ما يلي:
المبيضين.
البوقين.
الرَّحِم.
المَهبِل.
تقع الأعضاءُ الإنجابية عند المرأة في منطقة الحوض بين المَثانة والمُستقيم. المبيضان هما غُدَّتان تقومان بوظيفتين رئيسيتين:
إنتاج الهرمونات، كالإستروجين والبروجستيرون.
الإباضة، أي إطلاق البيوض اللازمة للإنجاب.
يقوم الإستروجين والبروجستيرون بإعداد بِطانة الرَّحِم لاستقبال المُضغة، وهي البيضةُ المُخصَّبَة، إذا حدث الحَمل. وهذان الهرمونان مسؤولان أيضاً عن تنظيم وقت الإباضة. عندما يجري إطلاقُ البيضة، فإنَّها تهبط عبر البوق حتَّى تبلغَ الرَّحِم، حيث يمكن أن تُخصَّبَ أو لا تُخصَّب من قِبل النطاف. والتخصيبُ هو اندماج النُطفَة الآتية من الرجُل بالبيضة التي يطلقها مبيضُ المرأة. عندما تُخصَّب البيضةُ، فهي تنغَرِس في بِطانة الرَّحِم، حيث يبدأ نُموُّ الجنين. إذا لم تُخصَّب البيضةُ، فإنَّ الجسم يقوم بطرحِها مع بِطانة الرَّحِم عبر عنق الرَّحِم والمَهبِل، وذلك في أثناء الحَيض. تستمرُّ دورة الطمث ثمانية وعشرين يوماً عادةً. ويرتفع مستوى الإستروجين والبروجستيرون قبلَ الإباضة وبعدها. وإذا لم تُخصَّب البيضةُ، فإنَّ مستوى هذين الهرمونين ينخفض، فيبدأ الحَيض. إن الإستروجين والبروجستيرون هرمونان اثنان فقط من بين هرمونات كثيرة أخرى تشارك في تنظيم وضبط دورة الطمث. 
النَّزفُ المَهبِلي
النزفُ المَهبِلي غير السَوي هو أيُّ نزف لا صلةَ له بدورات الطمث العادية عند المرأة. وهناك حالاتٌ كثيرة يُعدُّ فيها النزفُ المَهبِلي نزفاً غير سَويٍّ. يُعدُّ النزفُ أو التبقيع المَهبِلي بين الدورات أو بعدَ الجماع نزفاً مَهبِلياً غير سَوي. كما أنَّ حدوثَ هذا النزف قبلَ البُلوغ أو بعد وصول المرأة سنَّ اليأس يُعدُّ نزفاً غير سَويٍّ أيضاً. يُعدُّ حدوث نزف غزير جداً في أيِّ وقت أمراً غير سَوي. ومن غير السوي أيضاً أن يستمرَّ الحيضُ عدَّةَ أسابيع . النزفُ الغزير جداً هو النزفُ الذي يؤدي إلى الإشباع التام للفوطة أو الدَّكَّة المَهبِلية خلال ساعة أو اثنتين فقط. من غير الطبيعي أن تستمرَّ دورةُ الطمث أكثر من خمسة وثلاثين يوماً، وكذلك أن تستمرَّ أقل من واحد وعشرين يوماً. كما أنَّ انقطاعَ الدورة أكثر من ثلاثة أشهر أو ستَّة أشهر أمرٌ غير سوي أيضاً. يمكن أن يحدث نَزفٌ مَهبِلي غير سَويٍّ لدى المرأة في أيِّ سن. لكنَّ بعضَ حالات الاضطراب يُمكن أن تكون أمراً عادياً لدى الفتاة في بداية دوراتها الطمثيَّة، ولدى المرأة التي تُقارب بلوغَ سن اليأس. 
الأسباب
إنَّ للنزف المَهبِلي غير السوي أسباباً محتملة كثيرة. وتُلقي الفقراتُ التالية نظرةً على بعض الأسباب الشائعة للنزف المَهبِلي غير السوي. تعدُّ الأورامُ الليفيَّة الرَّحِمية والبوليبات من أشكال النُّمُوِّ الشاذَّة داخل الرَّحِم. وهي أورامٌ غير سرطانية، لكنَّها قد تُسبِّب أحياناً نزفاً غزيراً أو نزفاً يستمرُّ عدَّةَ أسابيع. يمكن أن تكونَ المشكلاتُ الهرمونية سبباً في النزف المَهبِلي غير السوي. إن نقص أو زيادة بعض الهرمونات قد يُسبِّبان نزفاً. يمكن أن تُسبِّب أقراصُ الهرمونات حالات عدم توازُن في الهرمونات التي تُنظِّم دورة الطمث. وهذا ما قد يُسبِّب نزفاً غير سوي. ومن أمثلة الأقراص الهرمونية: أقراص منع الحمل وأدوية المعالجة الهرمونية لأنقطاع الطمث. على غرار الأقراص الهرمونية، يُمكن لمشكلات الدَّرَق أن تُسبِّب عدمَ توازن في الهرمونات التي تتحكَّم بدورة الطمث. إنَّ عدم وجود الكمِّية الصحيحة من بعض الهرمونات يُمكن أن يكونَ سبباً في النزف غير السَّوي. ومن الممكن أيضاً أن تكونَ لبعض أنواع السرطان علاقة بحدوث نَزف مَهبِلي غير سَويٍّ. ومن تلك السرطانات سرطانُ عنق الرَّحِم وسرطان المبيض وسرطان الرَّحِم وسرطان المَهبِل. يمكن أن يكونَ للنزف المَهبِلي غير السَّوي في أثناء الحمل أسباب كثيرة مختلفة. وقد لا يكون السببُ مشكلة خطيرة في بعض الأحيان. لكن الحرص على الأمان يستوجب استشارة الطبيب دائماً. 
التشخيص
يسأل الطبيبُ المريضةَ عن الأعراض ليعرف سبب النزف المَهبِلي غير السوي. كما أنَّه يسألها عن التاريخ الطبِّي الشخصي والعائلي. يُجري الطبيبُ فحصاً جسدياً بحثاً عن أيِّ شيء غير طبيعي. وقد يشمل الفحصُ الجسدي فحصاً للحوض، إضافة إلى إمكانية إجراء فحوصات دموية للتحقُّق من تعداد الدم ومن مستويات الهرمونات. من الممكن أيضاً إجراءُ تصوير بالأمواج فوق الصوتية، حيث يعتمد على هذه الأمواج لتكوين صورة للأعضاء الداخلية. قد يطلب الطبيبُ إجراء خَزعة لبِطانة الرَّحِم. ويعتمد هذا الاختبارُ على إدخال أنبوب صغير القطر للحصول على عَيِّنة من بِطانة الرَّحِم. وبعد ذلك، يجري فحصُ هذه العيِّنة تحت المجهر بحثاً عن أيَّة شُذوذات. يُمكن أيضاً إجراءُ تنظير الرَّحِم من أجل تشخيص حالة النزف المَهبِلي. ويجري التنظيرُ باستخدام أنبوب مُضاء صغير القُطر لرؤية بِطانة الرَّحِم من الداخل. إن التَّوسيع والكَشط إجراءٌ آخر يجري فيه كَشط بِطانة الرَّحِم باستخدام أدوات تُدعى "مكاشِط". ويجري إدخالُ هذه المكاشِط عبر عنق الرَّحِم بعدَ توسيعه. وبعد ذلك، يجري فحصُ العيِّنات المُستَخرَجة بحثاً عن الشذوذات. في حال عدم نجاح الاختبارات الأخرى، يمكن أن يجري اللجوءُ إلى تنظير البَطن لمعرفة سبب النزف المَهبِلي غير السوي. وفي هذا التنظير، يُجري الطبيبُ شَقَّاً صغيراً قُرب السُّرَّة، ثمَّ يُدخِل أنبوباً مُضاءً قليل القُطر في ذلك الشَّق ليرى ما بداخل البَطن. 
المعالجة
تعتمد طريقةُ معالجة النزف المَهبِلي غير السوي على سببه. كما أنَّ لعُمر المريضة ورغبتها في إنجاب مزيد من الأطفال أو عدم رغبتها في ذلك تأثيراً في طريقة معالجة ذلك النزف. يُمكن معالجةُ معظم النساء المُصابات بالنزف المَهبِلي غير السوي باستخدام المعالجات الهرمونية. وهناك أنواعٌ مختلفة من هذه المعالجات، ومنها:
أقراص منع الحمل.
اللولَب الرَّحِمي الذي يُطلق الهرمونات.
الحُقَن الهرمونية.
الكريمات أو الرُّهيمات المَهبِلية الهرمونية.
قد تكون الجراحةُ ضروريةً لمعالجة بعض أسباب النزف المَهبِلي غير السوي. ومن الممكن استخدام الجراحة لإزالة الورم الليفي الرَّحِمي أو البوليبات الرَّحِمية التي قد تسبِّب النزف. ومن الإجراءات الجراحية الأخرى لمعالجة النزف المَهبِلي غير السوي التوسيعُ وكَشط بِطانة الرَّحِم. وهذا واحدٌ من أساليب كثيرة مستخدمَة لتخريب جزء من بِطانة الرَّحِم. يُعدُّ استِئصالُ الرَّحِم من الإجراءات الجراحية التي يمكن اللجوء إليها لوقف النزف المَهبِلي غير السوي. وقد يجري اللجوءُ إلى هذا الخيار إذا لم تنجح التدابير الأخرى. لكنَّ استئصالَ الرَّحِم لا يكون وارِداً إلاَّ إذا كانت المرأة غير راغبة في الإنجاب، لأنَّ هذا الإجراء يُسبِّب لها عُقماً دائماً. قد تفضِّل المريضةُ أحياناً الانتظارَ بعضَ الوقت قبل معالجة النزف المَهبِلي غير السوي، لأنَّ من المحتمل أن يزول من تلقاء نفسه. يجب أن تسأل المريضة طبيبها لتعرف ما إذا كان من المُستَحسَن أن تنتظر وتراقب الوضع. 
الخلاصة
يمكن أن يحدثَ النزفُ المَهبِلي غير السوي لدى المرأة في أي سن. وهو مشكلةٌ شائعة لدى النساء. إنَّ النزفَ المَهبِلي غير السوي أمرٌ مختلف عن النزف الطبيعي في حالة الحيض. ومن الممكن أن يكونَ هذا النزف غير السوي نزفاً بين الدورات، وأن يدوم عدَّةَ أسابيع. ويكون النزف غير سويٍّ أيضاً عندما يحدث قبلَ البُلوغ الجنسي، أو بعدَ بلوغ المرأة سن اليأس. هناك أسبابٌ مختلفة كثيرة للنزف المَهبِلي غير السوي. ومن الممكن إجراء اختبارات لتحديد مستوى الهرمونات في الدم وفحص الأعضاء الإنجابية لدى المرأة من أجل تحديد سبب النزف. وعندما تلاحظ المرأة وجود نزف غير سوي، فإنَّ عليها أن تستشير الطبيب لمناقشة سُبل المعالجة. 


أخبار مرتبطة