أو سن اليأس الباكر عندما تتوقّف الدّورات الحيضيّة قبل عمرِ الأربعين لأسبابٍ طبيعيّة أو نتيجةَ جِراحة أو معالجة كيميائيّة أو الأشعّة. غياب الدورات الحيضيّة هو أوّل علامة للفشل المبيضيّ الباكر عادةً. وقد تكون العلاماتُ اللاحقة مشابهة لتلك الموجودة في الإياس الطّبيعي. لا يمكن لمعظم النساء المُصابات بالفشل المبيضي الباكر أن يحملنَ بصورة طبيعية. تُساعد معالجةُ العقم القليلَ من النساء، بينما تستفيدُ أخريات من بيوض من مُتبرعة لينجبنَ أطفال. لا يوجد علاج يعيد الوظيفة الطبيعية للمبيض. لكن، يشير الكثير من مُقدِّمي الرعاية الصحية لأخذ الهرمونات حتى عمر الخمسين.
مُقدِّمة
يُطلق على الفشل المبيضي الباكر اختصاراً POF. ويحدث الفشل المبيضي الباكر عندما يتوقفُ مبيضا المرأة عن العمل قبلَ عمر الأربعين. كان يُطلق على الفَشل المبيضي الباكر اسم الإياس البَاكر، إلا أن الفَشل المبيضي البَاكر ليس نفس الإياس. يظل لدى بعض المُصابات بالفَشل المبيضي الباكر دوراتٌ حيضية من حين لاخر. لكن هذا غير صحيح بالنسبة للإياس.
يساعدُ هذا البرنامجُ التثقيفي على فهمِ الفشل المبيضي الباكر. إنه يتحدَث عن أعراضِ وأسبابِ الفشل المبيضي الباكر، كما يُغطي التشخيص وخيارات المعالجة.
الجهاز التناسلي الأنثوي
توجد الأعضاءُ التناسلية الأنثوية في الحوض، بينَ المثانةِ والمستقيم. تشتمل الأعضاء التناسلية الأنثوية على ما يلي:
المبيضان.
البوقان.
الرحم.
عنق الرحم.
المهبل.
للمبيضين دوران رئيسيان:
تصنيع هرمونات خاصة، مثل الإستروجين والبروجستيرون.
الإباضة، وهي إطلاق البيوض الضرورية للتكاثر.
يُطلق أحد المبيضين بيضة كل 28 يوماً. تنزل البيضة إلى الرحم عبر البوق. وقد تتلقح في طريقها. الرحم له شكل الإجاصة، وهو بطول 7.6 سنتمتر تقريباً وله ثلاث طبقات، ويُطلق على الطبقة الداخلية اسم بطانة الرحم. تحدث دورةٌ حيضيَة إذا لم تَتلقح البيضة. تُطرح البيضة والبطانة الرحمية الداخلية خلال الدورة الحيضية الواحدة. تغادر البيضة والبطانَة الجسم عبرَ المهبل. وتتكرَّر تلك الدورة كل 28 يوماً.
الأعراض
العرضُ الأول للفشل المبيضي الباكر غالباً هو تغير في الدورة الحيضية عند المرأة، حيث يمكن أن تَغيب الدورات الحيضية، وقد تُصبح غير مُنتظمة أيضاً. يكون لدى بعض النساء المُصابات بالفشل المبيضي الباكر أعراضٌ أخرى أيضاً. وهي مشابهة لأعراض سن اليأس الطبيعية، مثل:
قلَّة الاهتمام بالجنس أو ألم خلال الممارسة الجنسية.
جفاف المهبل.
هبات ساخنة.
تَهيج.
قلة التركيز.
تعرُّق ليلي.
أحد الأعراض الشائعة الأخرى في الفشل المبيضي الباكر هو العُقمُ. العُقم هو مُصطلحٌ يَستخدمه الأطباء إذا كانت المرأة غير قادرة على الحمل. ويُستخدَمُ كذلكَ إن كانت المرأةُ غيرَ قادرة على المحافظة على حملها. بعضُ تلكَ الأعراض مشابه لتلك الموجودة في أمراضٍ أخرى؛ فتلك الأعراضُ قد لا تكونُ بِسبب الفشل المبيضي الباكر. يَجبُ التحدث مع مقدم الرعاية الصحية لأن بمقدوره اكتشاف سبب الأعراض.
المُضاعفات
يضعُ الفشلُ المبيضي الباكر النساء تحت خطورة الإصابة بمشاكلَ صحية أخرى. قد تحدثُ بعضُ تلك المشاكل على المدى الطويل، إلا أنها خَطيرة. سوفَ يتحدث هذا الفصلُ عن بَعضِ المشاكل الشائعة التي تواجهُ النساء المُصابات بالفشَل المبيضي الباكر. هشاشة العظام هي احدى المشاكل الشائعةٌ الناتجة بسبب الفشل المبيضي الباكر. هشاشة العظام هو نقص القوة والكثافة العَظمية. وهو يصيب العظام بالضعف. يمكن للنساء المُصابات بالفَشل المبيضي الباكر أن يقللن من خطر الأصابة بهشاشة العظام من خلال:
الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د.
أداء نشاطات جسدية حاملة للوَزن.
تكونُ النساء المُصابات بالفشل المبيضي الباكر أكثر عرضة أيضاً لخطر الاصابة بانخفاض وظيفة الغدة الدرقية. ويمكن لهذا أن يُؤثِّر في كيفية أداء الجسم لمهامه. كما يمكن أن يؤدي أيضاً الى انخفاض مستويات الطاقة بشكل كبير. يُساعد تعويض الهرمونات الدرقية على علاج المشكلة. تكونُ النساءُ المُصابات بالفشل المبيضي الباكر أكثر عرضة لخطر الاصابة بداء أديسون. يجعل هذا المرضُ تعامل الجسم مع الشدَّة الجسدية أصعب، مثل الإصابة أو المرض. يَحدث المرضُ بسبب مشكلة في الغدة الكظرية، وقد يكون خطيراً إن تُركَ دون علاج. كما ترفع الإصابةُ بالفشَل المبيضي الباكر خطورة الإصابة بمرضٍ قلبي. ويمكن تقليل تلكَ الخطورة بواسطة:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
الحصول على مُعالجة هرمونية تَعويضية.
المحافظة على وزن جسم صحي.
الأسباب
لا يعرف الأطباءُ ما هو سبب الفشَل المبيضي الباكر على وجه اليَقين. لكنهم يملكون بعض الأفكار عما يمكن أن يسببه. من المُرجح أن يعود السبب الى مجموعة من عوامل مختلفة. يوجد في المبيضين العديدُ من الجُريبات التي تُبدأ كبذورٍ صغيرة جداً. تنمو تلك البذور لتعطي بيوضاً. تملك معظم النساء ما يكفي من الجريبات للاستمرار حتى سن اليأس. لكن قد لا يكونُ هذا هو الوضع في حالة النساء المصابات بالفشل المبيضي الباكر. تنتمي النساءُ المُصابات بالفشل المبيضي الباكر الى واحدة من هاتين المجموعتين:
نضوب الجريبات المبيضية.
الخلل الجريبي الوظيفي.
لا تملك المرأة المُصابة بنضوب الجريبات المبيضية جريبات مُتبقِّية في مبيضيها. ولا يملك الجسم وسيلةً لصنع المزيد منها. تشتمل بعضُ الأسباب المُحتملة لنضوب الجريبات المبيضية على:
علاجات سرطانية معينة، مثل المعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية.
تلف أو غياب الصبغي X.
يبقى لدى المرأة المصابة بخلل جريبي وظيفي جريبات كافِية، لكنها لا تعمل بشكلٍ طبيعي. لا يوجد حتى الآن علاج ليجعلها تبدأ بالعمل من جديد. تشتمل بعضُ أسباب الخلل الجريبي الوظيفي المُحتملة على:
عددٌ قليل من الجريبات، ما يتسبب بمشاكل في الإباضة.
مهاجمة الجسم لجريباته النامية عن طريق الخطأ.
تملك بعضُ النساء المصابات بأي نوع من أنواع الفشَل المبيضي الباكر أيضاً تاريخ عائلي للاصابة بهذه الحالة. وهذا قد يعني أنَّه موروث أو منقول من الآباء للطفل. لكن يُعتقد أن هناكَ عوامل أخرى تمارس دوراً فيه أيضاً.
التشخيص
سوف يسأل مُقدِّم الرعاية الصحية أولاً عن الأعراض. وسوف يجري فحصاً جسدياً أيضاً. سوف يسأل مُقدِّم الرعاية الصحية أيضاً عن التاريخ العائلي الطبي بالإضافة الى التاريخ الطبي الصحي للمريضة. وهذا لأنَّ تغيراً في جينٍ يسبب متلازمة الصبغي X الهش يرفع من مخاطر الاصابة بالفشل المبيضي الباكر. يُجرى فحص دم إذا ظن مُقدِّم الرعاية الصحية أنَّ المريضة قد تكون مصابة بالفشل المبيضي الباكر. يقيسُ فحصُ الدم مستوى FSH. و FSH هو هرمون. والاسمُ هو اختصار للهرمون المنبِّه للجريب، الذي تصنعه الغدة النخامية، وهي غدَّة موجودةٌ في قاعدة الجمجمة. يدفع FSH المبيضين إلى تصنيع الإستروجين. تزداد مستويات FSH في الدم إذا لم يكن المبيضان يعملان، حيث تصنع الغدة النخامية FSH في محاولة لتحريضَ المبيضين على التجاوب. قد تكون المريضة مصابةً بالفشَل المبيضي الباكر إذا كان مستوى FSH في الدم أعلى من المُعتاد.
العلاج
ليسَ هناك علاجٌ يجعل مبيضي المرأة يَعملان بصورة طبيعية ثانيةً. لكن هناكَ علاجات يمكن أن تُساعد على علاج بعض أعرَاض الفشَل المبيضي الباكر. يُطلق على المُعالجة الهرمونية التعويضية اختصاراً اسم HRT. تعطي المعالجة الهرمونية التعويضية النساء الهرمونات التي لا تصنعها أجسامهن. إنَّها تساعد النساء على الحصول على دورات حيضية مُنتظمة. وهي تستطيع أيضاً أن تقلِّلَ من خطورة مشاكل العظام الناتجة بسبب الفشَل المبيضي الباكر. المعالجةُ الهرمونية التعويضية هي عادةً توليفة من هرموني الإستروجين والبروجستيرون. ويمكن أخذها على شكل حبة دوائية. كما يمكن أخذها أيضاً بوضع لُصاقة على الجلد. يقترح الكثيرُ من مُقدِّمي الرعاية الصحية باستخدام اللصاقة للنساء المصابات بالفشَل المبيضي الباكر. تؤمنُ اللصاقة تدفقاً مًستمراً للهرمونات، وهذه هي الطريقةُ التي يعمل بها المبيضان في الحالة الطبيعية. تستمر المعالجةُ الهرمونية التعويضية غالباً حتى تصل المرأة لعمر الخمسين. هذا عمرٌ طبيعي لسن اليأس، وبعد هذا ترتفع مخاطِرُ المعالجة الهرمونية التعويضية. قد ترفع المعالجة الهرمونية التعويضية خطر سرطان الثدي ومرض القلب والسكتة الدماغية. يمكن استشارة مُقدِّم الرعاية الصحية لمعرفة المزيد عن خيارات المعالجة الهرمونية التعويضية. كما أن هناك علاجات لمساعدة المرأة المُصابة بالفشَل المبيضي الباكر على الحمل، إلاَّ أنَّ بعض مريضات الفشل المبيضي الباكر قد يحملنَ دون علاجات. يمكن استشارة مُقدِّم الرعاية الصحية حول الخيارات المتوفِّرة في حال الرغبة بإنجاب طفل.
الخُلاصة
يُطلق على الفشل المبيضي الباكر اختصاراً POF. ويحدث الفشلُ المبيضي الباكر عندما يتوقَّف مبيضا المرأة عن العمل قبلَ عمر الأربعين. غياب الدورات الحيضية هو العلامة الأولى عادةً على الفشل المبيضي الباكر. وقد تشبه الأعراضُ اللاحقة أعراضَ سن اليأس الطبيعي. كان يُطلق على الفَشل المبيضي الباكر سن اليأس البَاكر، إلاَّ أن الفَشل المبيضي البَاكر ليس نفس سن اليأس. يظل لدى بعض المُصابات بالفَشل المبيضي الباكر دوراتٌ حيضية من حينٍ لآخر. يحدثُ سن اليأس الباكر عندما تتوقف الدورات الحيضية تماماً قبل عمر الأربعين.
لا يوجد علاجٌ يعيد الوظيفة المبيضية الطبيعية من جديد. ولكن يقترح الكثير من مُقدِّمي الرعاية الصحية بأخذ الهرمونات حتى عمر الخمسين. لا يمكن لمعظم النساء المصابات بالفشل المبيضي الباكر أن يحملنَ بشكلٍ طبيعي. قد تُساعد معالجاتُ العقم النساءَ اللاتي يرغبن بإنجاب أطفال.