تاريخ النشر 27 يناير 2016     بواسطة الدكتورة بشرى عوض الجهني     المشاهدات 201

العنايَة بالنفس أثناء ثُلث الحَمل الثاني

تجد مُعظمُ النساء أنّ ثُلث الحَمل الثاني أسهل من ثلث الحمل الأول. وقد تُلاحظ الحاملُ أنّ أعراضاً مثلَ الغَثيان و التعب قد زالت. لكنّ تغيّرات أخرى جديدة وملحوظة أكثر على جسدها بدأت بالحدوث الآن. سوفَ يتمدّدُ بطنها مع استمرار جنينها بالنموّ. وستشعرُ الحاملُ، قبل انتهاء هذا الثلث، بأنّ جنينها يبدأ
 بالتحرُّك. يمكنُ أن تُساعدُ العناية بالنفس في أثناء ثُلث الحَمل الثاني الحاملَ على أن يكون عندها حمل وجنين معافيان. وبإمكان مُقدِّمي الرعاية الصحية أن يُساعدوا على علاج المَشاكل أو الوقاية منها عندما يُعاينون الأمهات بانتظام. يجب أن تُراجع الحاملُ مُقدم الرعاية الصحية خلالَ ثُلث الحَمل الثاني مرة في كلّ شهر تقريباً. يجبُ على الحامل تناول أطعمَة صحية مُتنوّعة في أثناء الحَمل. كما يجب أن تُمارسَ الحامل ساعتين ونصف من تمارين الآيروبيك الرياضيّة (التمارين الهوائية) أسبوعياً، الا إذا أخبرها مُقدم الرعاية الصحية بما يُخالف ذلك. 
مُقدّمة
يستمرُّ الحمل نحو 40 أسبوعاً. ويُشيرُ ثُلث الحَمل الثاني للمدة من الأسبوع 13 حتى الأسبوع 27 من الحَمل. يمكنُ أن يُساعد اعتناءُ الحامل بنفسها في أثناء ثُلث الحَمل الثاني على حُصولها على حملٍ صحِّي وجنين سليم. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي كيفَ تجري العناية بالنفس في أثناء ثُلث الحَمل الثاني. وهو يتناولُ أهميّة العناية السابقة للولادَة وخيارات نَمَط الحياة الصحي. 
ثُلث الحَمل الثاني
تَشعرُ مُعظم النساء في أثناء ثُلث الحَمل الثاني براحةٍ أكبر ممّا كن يشعرنَ في أثناء ثلث الحَمل الأول. وغالباً ما تخفّ أعراض ثُلث الحَمل الأول، مثلَ الغثيان والإنهاك، أو قد تختفي. وقد تشعرُ الحامل بازدياد حيويتها لتحضير المنزل لاستقبال المولود الجديد. تُصبحُ الغُدد اللبنيّة في الثدي أكبر في ثُلث الحَمل الثاني. وقد يُساعد ارتداء حمالة ثديين أكبر وأريَح على تخفيف الألم أو المَضض. قد تُلاحظُ الحاملُ وُجود أثلام زهرية أو حَمراء أو أرجوانية اللون على طول البطن أو الثديين أو أعلى الذراعين أو الفخذين في ثُلث الحَمل الثاني. وقد يكون جلدها المَشدود حاكاً أيضاً. وتُساعدُ المُرطبات في تلك الحالة. ومع أنَّ علامات الشدّ لا يُمكن الوقاية منها، فإنّ مُعظم علامات الشدّ تضمحلّ في نهاية الأمر. كما يمكنُ لزيادة الدوران الدموي في أثناء الحمل أن يُليّن لثَة الحامل. ويمكنُ للثة اللينة أن تتسبّب بنزف بسيط عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط. ولذلك، يمكن لتغيير فُرشاة الأسنان بفرشاةٍ أنعَم أن يُساعدَ على الوقاية من التهيّج. على الحامل، في حال الشعور بدوخَة في ثُلث الحَمل الثاني، أن تشربَ الكثير من السّوائل وأن تنهضَ ببطء بعد الاستلقاء أو الجلوس. ويجب الاستلقاءُ على الجانب الأيسَر عند النوم لتحسين الجَرَيان الدمويّ وللمحافظة على ضَغط الدم. تكونُ تشنُّجات الساق شائعة في أثناء الحمل. وهي تحدثُ ليلاً على الأغلب. وللمُساعدَة على الوقاية من تشنُّجات الرجل في أثناء الحَمل، يجبُ تمطيط عَضلات الربلة في الجهة المُتأثرة. كما قد يُساعد الدشّ الساخن أو المَغطس الدافئ أو التدليك بالثلج في هذا. قد تُلاحظُ الحاملُ وجود مفرزات مَهبليّة بيضاء رقيقة. وتقي هذه المفرزات من نموّ جراثيم وخمائر قد تكون مُؤذية. ويمكنُ الوقاية من تلطيخ المفرزات المهبلية للملابس بارتداء ملابس داخلية مُبطّنة. يجب مُراجعة مُقدّم الرعاية الصحيّة إذا أصبحَت المفرزات المهبلية ذات رائحَة قويّة أو خضراء أو صفراء اللون أو إذا ترافقت باحمرار و حكّة أو تهيّج. وهذا قد يشيرُ إلى عدوى مهبليّة. كما يجبُ الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة في حال الشكوى من:
احساس بحرقة عند التبَوُّل.
حُمّى.
ألم بطني.
ألم ظهر.
الرعايَة السابقة للولادة
إنّ الحُصول على رعاية سابقة للولادة باكرة ومُنتظمة هوَ أفضل أمر يمكن للحامل فعله، لتحافظ على سلامتها وسلامة جنينها في أثناء الحمل. الرعايةُ السابقة للولادة هي الرعاية التي تحصل الحامل عليها في أثناء الحمل وقبل ولادة طفلها. تتضمّنُ الرعاية السابقة للولادة الرعاية الصحيّة والتثقيف والمَشورة عن كيفيّة التعامل مع الحمل. يستطيعُ مقدِّمو الرعاية الصحيّة علاج المشاكل باكراً أو الوقاية منها عند مُعاينة الأمهات بانتظام. يجب على الحامل في أثناء ثُلث الحَمل الثاني مُراجعة مُقدّم الرعاية الصحيّة لمرة واحدة شهرياً تقريباً. قد تُراجع الحامل مُقدّم الرعايَة الصحيّة بتكرارٍ أكثر إن كانت أكبر عُمراً من 35 سنة، أو إن كان عندها حمل مُرتفع الخُطورة. سوف يتحرَّى مُقدّم الرعاية الصحية، خلال كلّ زيارة، ضغط الحامل الدموي ووزنها. ويجبُ إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة عن أي مخاوف تنتابها. سوفَ يتعقّبُ مُقدِّم الرعاية الصحية نموّ الجنين. ويُجرى ذلك عن طريق قِياس بطن الحامل من قمّة الرحم إلى عظم العانَة. ويرتبطُ هذا القياس بعدد أسابيع الحمل. قد تستمع الحاملُ في زيارات ثُلث الحَمل الثاني لضربات قَلب الجنين. يَستخدمُ مُقدم الرعايَة الصحيّة جهاز الدوبلر لتحديد الحَرَكة. وهو يتيح للحامل "سَماع" حَرَكات الجنين. ينبغي أن تُخبر الحاملُ مُقدّمَ الرعاية الصحيّة حالما تشعرُ برفرفة أو رفسات الجَنين. يحدثُ هذا النوع من الحَركة غالباً في الأسبوع العشرين من الحمل تقريباً. 
النظام الغذائي والتمرين
قد يُؤثّرُ النظامُ الغذائيّ في الحمل. ويناقشُ الفَصلُ التالي بعضُ النصائح المُفيدة لأكلٍ ونشاطٍ صحيّ في أثناء الحَمل. يجبُ التأكّدُ من تناول مُتعدِّد الفيتامينات أو الفيتامين السابق للولادة مع 400-800 ميلي غرام من حمض الفوليك كلّ يوم. يدعمُ حمض الفوليك نموّ الجهاز العصبيّ للجنين، وهو أكثرُ أهميّة في المراحِل الباكرَة من الحمل، لكن على الحامل أخذه طوالَ حملها. ينبغي أكلُ أطعمة صحيّة مُتنوّعَة أثناء الحَمل. ويمكنُ اختيار الفاكهة والخُضار والحُبوب الكاملة والأطعمَة الغنيّة بالكالسيوم والأطعمة الفقيرة بالدهون المُشبَعَة. ويجبُ التأكّدُ من شرب الكثير من السوائل، لاسيّما الماء. يجبُ غسلُ الفاكهة والخُضار قبل الأكل دائماً. وينبغي عدم أكل لحوم أو أسماك نيئة أو غير مطهيّة جيداً. وينبغي التأكد من تحضير وتنظيف وطهي وأكل وتخزين الطعام بشكلٍ مناسب. ويجب تفادي الأسماك المحتوية على الكثير من الزئبق، مثل أسماك القرش أو سمك أبو سيف. يجب أن تكتسبَ النساء كمية وزن صحيّة خلال الحمل. ويمكن التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة لمعرفة المزيد عن الوزن الصحي بالنسبة للحامل. يجب أن تُمارسَ الحامل ساعتين ونصف من تمارين الآيروبيك الرياضيّة أسبوعياً، إلاَّ إذا أخبرها مُقدم الرعاية الصحية بما يُخالف ذلك. وينبغي أن تهدف لاختيار مُستوى مُعتدل الشدّة. ومن الأفضل توزيع تدريباتها طوال الأسبوع. 
نمط الحياة
يجب في حال الحمل:
عدم التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي عقاقير مَحظورة، ويجب تفادي التدخين غير المُباشر.
يجبُ عدمُ أخذ حمام ساخن جداً أو استخدام بانيو ساخن أو الساونا.
أخذ قسط وافر من النوم.
العثور على طرق لضبط الشدّة. يمكن تجريب التأمل أو قراءة كتاب أو المشي.
يجب تجنّب المواد الكيميائية في أثناء الحمل، من مثل:
مُبيدات الحَشرات.
المُذيبات، مثل بعض المُنظّفات أو مُخفِّفات الدهان.
الرصاص.
الزئبَق.
الدهان، بما في ذلك أبخرة الدهان.
يجبُ أن تسأل المرأة مُقدّم الرعاية الصحية عن داء المُقوّسات إذا كان عندها قطة أو حديقة. داء المُقوّسات هو عدوى تحدث بسبب طُفيلي موجود في براز القطط. قد يتسبّبُ داء المُقوّسات إذا لم يُعالج بعيوب ولاديّة. يجب تجنب صندوق نفايات القطة وارتداء قفازات في أثناء القيام بأعمال البستنة.
كما يجبُ على الحامل تجنُّب التماس مع القوارض في أثناء الحمل.
يجبُ اتخاذ إجراءات لتجنب المرض أثناء الحمل. وتكمنُ إحدى طُرق القيام بذلك في غسل اليدين بشكلٍ مُتكرّر.
الخلاصَة
يمكنُ أن تُساعدُ العناية بالنفس في أثناء ثُلث الحَمل الثاني الحاملَ على أن يكون عندها حمل وجنين معافيان. إنّ الحُصول على رعاية سابقة للولادة بصورة مُنتظمة هوَ أفضل أمر يمكن للحامل فعله لتحافظ على سلامتها وسلامة جنينها في أثناء الحمل. ينبغي أكل أطعمة صحيّة مُتنوّعَة أثناء الحَمل. ويمكنُ اختيار الفاكهة والخُضار والحُبوب الكاملة والأطعمَة الغنيّة بالكالسيوم والأطعمة قليلة الدهون المُشبَعَة. ويجبُ التأكّدُ من شرب الكثير من السوائل، لاسيّما الماء. يجب أن تُمارسَ الحامل ساعتين ونصف من تمارين الآيروبيك الرياضيّة أسبوعياً، إلاَّ إذا أخبرها مُقدم الرعاية الصحية بما يُخالف ذلك. وينبغي أن تهدفَ إلى اختيار مُستوى مُعتدل الشدّة. ومن الأفضل توزيع تدريباتها طوال الأسبوع. 


أخبار مرتبطة