تاريخ النشر 24 يناير 2016     بواسطة الدكتور يحيى محمد مؤذن     المشاهدات 201

استئصال الصفيحة الفَقرية القطَنية

إن آلام أسفل الظهر والساق التي تنجم عن انضغاط الأعصاب في الظهر هي حالة واسعة الانتشار تحد من قدرة المريض على الحركة والمشي والعمل. تعرف هذه الحالة باسم "التَضَيُّق القَطَني". ويمكن أن يترافق هذا مع فتق في القرص الفقري. في بعض الأحيان تضغط الأربطة المُتَسَمِّكة والمناقير العظمية والأقراص على الأ
عصاب أو على الحبل الشوكي مسببة الألم والضعف والخدر. تتم العملية الجراحية لإزالة العظم والأربطة والأقراص التي يمكن أن تكون سبب الضغط تحت التخدير العام. ولا يحاول الطبيب الجراح دمج أو صهر الفقرات مع بعضها إطلاقاً. يجب أن يمتنع المريض عن الانحناء أو الالتواء المتكررين وعن حمل الأوزان الثقيلة خلال عدة أسابيع بعد إجراء العملية الجراحية. يمكن أن يكون العلاج الفيزيائي ضرورياً حتى يستطيع المريض أن يستأنف نشاطه السابق. 
مقدمة
إن آلام أسفل الظهر والطرف السفلي التي تنجم عن انضغاط الأعصاب في الظهر هي حالة واسعة الانتشار تحد من قدرة المريض على الحركة والمشي والعمل. تعرف هذه الحالة باسم "التَضَيُّق القَطَني". ويمكن أن يترافق هذا التضيق مع فتق في القرص الفقري. 
يمكن أن ينصح الطبيب بإجراء العملية الجراحية على العمود الفقري لمن يعاني من التضيّق القطني. 
إذا نصح الطبيب مريضه بإجراء العملية الجراحية على العمود الفقري لمعالجة حالته فإن المريض وحده هو الذي يقرر إجراء جراحة العمود الفقري أو عدم إجرائها. 
ويساعد هذا البرنامج التعليمي على فهم فوائد جراحة العمود الفقري الجراحية ومخاطرها. 
لمحة تشريحية
إن العمود الفقري يحمي النُّخاع الشَوكيّ والأعصاب التي تذهب إلى مختلف أنحاء الجسم. 
يتألف العمود الفقري من فقرات صلبة. 
تفصل بين هذه الفقرات أقراص لينة. 
الأعراض والأسباب
في بعض الأحيان تضغط الأربطة المُتَسَمِّكة والمناقير العظمية والأقراص على الأعصاب أو على الحبل الشوكي. 
وهذا ما يسبب الألم والضعف والشعور بالخدر في الظهر وفي الطرفين السفليين. 
يمكن أن تضغط الأربطة المُتَسَمِّكة أو الأقراص المصابة بالفتق على الأعصاب فتولد أعراض الألم والضعف. 
إذا تعرضت الأعصاب أو الحبل الشوكي للضغط فمن الممكن أن يصيب الضعف والخَدَر الطرفين السفليين. ويمكن أيضاً أن تضعف قدرة المريض على التحكم بمثانته وبأمعائه. 
ومن التعابير المستخدمة للتعبير عن هذه الحالة: الفتق، أو الانقتاق، أو الشُّظيَّة الحرة، أو الانزلاق. 
إن إلتهاب المفاصل، بما في ذلك تَسَمُّك الأربطة، يمكن أن يجعل الأقراص أو الفقرات تضغط على الأعصاب. ومن التعابير المستخدمة أيضاً لوصف هذه الحالة: المناقير، والتَّضيُّق، والتصاق الفقرات. 
يطلب الطبيب من مريضه إجراء صورة بالرنين المغناطيسي حتى يستطيع رؤية الفقرات والأقراص والأعصاب. 
طرق العلاج البديلة
إن إستخدام مشدّ لأسفل الظهر يمكن أن يخفف من الأعراض. 
كما يمكن أيضاً أن تخفف المعالجة الفيزيائية من الأعراض. 
ويمكن أيضاً تطبيق الشد على العمود الفقري. 
أما الأدوية فيمكن أن تساعد في التخفيف من التَوَرُّم والالتهاب. 
ويمكن حقن بعض هذه الأدوية في العمود الفقري حول العصب مباشرة. 
عندما تفشل أنواع العلاج هذه كلها يمكن أن ينصح الطبيب بإجراء العملية الجراحية على العمود الفقري. 
المعالجة الجراحية
يجري الطبيب العملية الجراحية على العمود الفقري عادةً تحت التخدير العام. 
يصل الطبيب إلى العمود الفقري من الجهة الخلفية. 
يزيل الطبيب العظم والأربطة والأقراص التي يمكن أن تكون سبب الضغط. 
يفحص الطبيب الجراح الأقراص أثناء العملية الجراحية على العمود الفقري؛ وإذا تبين له أنها تضغط على العصب فإنه يستأصل الجزء الذي يسبب هذا الضغط ويزيل القطع المتفتتة التي قد يجدها ضمن منطقة القرص. لا تتم أي محاولة للدمج بين الفقرات. 
يخبر الطبيب مريضه بالمدة المتوقعة لبقائه في المستشفى. وهذا يتوقف على عدد من العوامل من بينها العمر والحالة الصحية. ويمكن للمريض أن يغادر المستشفى إلى البيت في اليوم نفسه أو في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، وذلك حسب سرعة تحسن حالته. 
المخاطر والمضاعفات
جراحة العمود الفقري آمنة للغاية. ولكن ثمة مخاطر ومضاعفات ممكنة، رغم أنها نادرة. 
من الأفضل أن يعرف المريض هذه المخاطر والمضاعفات تحسباً لحدوثها. وذلك لأن معرفتها تجعله قادراً على مساعدة الطبيب في الكشف المبكر عنها. 
من المخاطر والمضاعفات ما له علاقة بالتخدير العام؛ ومنها ما يترافق مع أي نوع من العمليات الجراحية. 
إن من بين مخاطر التخدير العام الغثيان والتقيؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وتكسر الأسنان وألم البلعوم والصداع. أما المخاطر الكبيرة في التخدير العام فهي النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهابات الرئوية. ويحدث طبيب التخدير مريضه حول هذه المخاطر ويسأله إن كان يتحسس من بعض الأدوية. 
يمكن أن تتشكل خَثْرات دموية في الطرفين السفليين بسبب انعدام الحركة خلال العملية الجراحية على العمود الفقري وبعدها. وتظهر هذه الخثرات عادة بعد أيام قليلة من جراحة العمود الفقري . وهي تسبب ألماً وتورماً في الساقين. 
يمكن أن تتحرر الخثرات الدموية من الساق وتسير مع الدم حتى تصل إلى الرئتين فتسبب صعوبة في التنفس وألماً في الصدر، وقد تؤدي إلى الموت. من المهم جداً أن يخبر المريض طبيبه إذا شعر بأي عرضٍ من هذه الأعراض. وفي بعض الأحيان يمكن أن تحدث صعوبة التنفس من غير إنذار مسبق. إن نهوض المريض من الفراش بعد العملية الجراحية على العمود الفقري بوقت قصير يمكن أن يقلل من خطر حدوث الخثرات الدموية في الساقين. 
هناك مخاطر موجودة في أي نوع من العمليات الجراحية، وهي:
العدوى، داخل الجسم في مكان القرص، أو على سطح الجلد.
النزف
الندبات على الجلد؛ وهي يمكن أن تكون مؤلمة أو قبيحة الشكل.
هناك مخاطر ومضاعفات أخرى تتعلق بجراحة العمود الفقري تحديداً. وهي مخاطر نادرة جداً، لكن معرفتها أمر مهم. 
يمكن أن يتسرب السائل المحيط بالأعصاب. 
إذا وجد الطبيب أن القرص مصاب بالفتق فقام باستئصاله، فإن هناك احتمالاً ضئيلاً لأن تصاب الأوعية الدموية الواقعة أمام العمود الفقري مما يؤدي إلى نزف كبير قد يؤدي إلى وفاة المريض. 
يمكن أيضاً أن تصاب الأمعاء الواقعة أمام العمود الفقري. 
يمكن أن تصاب الأعصاب نفسها مما يؤدي إلى ضعف أو شلل، أو إلى تراجع في وظيفة الأمعاء والمثانة، أو نقص في الحس. ويمكن أيضاً أن يصاب المريض بضعف جنسي، رغم أن هذا نادر. ويمكن أن يكون هذا الضعف مؤقتاً أو دائماً. 
يمكن أن ينفتق القرص مجدداً، ويمكن أن يتشكل نسيج ندبيّ. 
هناك أيضاً احتمال عدم زوال الأعراض، بل يمكن أن تتفاقم أيضاً. 
بعد العملية
خلال بضعة أسابيع بعد جراحة العمود الفقري يجب أن يمتنع المريض عن الانحناء أو الالتواء المتكررين وعن حمل الأوزان. 
بعد هذه الفترة من الراحة النسبية، يمكن أن يكون العلاج الفيزيائي ضرورياً حتى يستأنف المريض نشاطه السابق. 
إن استعادة المريض لقدرته على القيام بنشاطاته السابقة كلها تتوقف على مدى التزامه بتعليمات الطبيب لفترة ما بعد جراحة العمود الفقري. 
ويحدد الطبيب لمريضه الوقت اللازم حتى يشفى ظهره، ومتى يمكنه العودة إلى العمل. ويتوقف ذلك على عمر المريض ونوع عمله وحالته الصحية، وعوامل أخرى غير ذلك. 
الخلاصة
يمكن أن تنجح جراحة العمود الفقري أسفل الظهر في إزالة الألم عندما تفشل طرق العلاج غير الجراحية. 
جراحة العمود الفقري آمنة جداً ونتائجها ممتازة. ولكن، يمكن أن تحدث بعض المضاعفات. إن معرفة المريض لهذه المضاعفات قد تساعده على اكتشافها في وقت مبكر. 


أخبار مرتبطة