في منطقة المِهاد في الدماغ. يشبه هذا الجهاز إبرة طويلة. وهو يقوم بإرسال تحريض كهربائي إلى الأجزاء العميقة من الدماغ. يطلق على هذا الجهاز اسم "مَسرى". ويستطيع المريض تشغيل الجهاز المزروع، أو إيقافه. وعند تشغيل الجهاز، فإنه يمكن أن يقلل الرعاش مما يحسِّن وظيفة واستخدام الجزء من الجسم الذي يصيبه هذا الرعاش. إن الرعاش يعود من جديد عندما يتم إيقاف الجهاز. وهذا يعني أن التحريض العميق للدماغ يساعد في ضبط الرعاش، لكنه لا يشفيه. إن هذا الإجراء آمن. لكن هناك مخاطر ومضاعفات كثيرة محتملة. إنها مستبعدة جداً، لكنها ممكنة. وعلى المريض أن يعرفها تحسباً لحدوثها. وعندما يكون المريض على علم بهذه المخاطر والمضاعفات، فقد يكون قادراً على مساعدة الطبيب في اكتشافها في وقت مبكر.
مقدمة
قد تُصبح النشاطاتُ البسيطة مثل الأكل والشرب والكتابة صعبةً، وقد تُصبح النشاطات الاجتماعية مثل لعب الورق أو الغولف مستحيلةً، في حال الإصابة بارتعاش في اليدين والذراعين. الأدوية هي العلاج الرئيسيّ للرُّعاش. وإذا لم تعد الأدوية تعمل بشكلٍ جيّد، فقد يوصي الطبيبُ بالتَّحفيز الدّماغي العَميق. ويرجعُ قرار إجراء تلكَ العمليّة للمريض كذلك. يشرح هذا البرنامج التثقيفي التَّحفيز الدّماغي العَميق. وهو يُناقشُ فوائدهُ ومخاطرهُ، وما الذي يمكنُ توقُّعَه بعدَ الإجراء، وكيفَ تتمّ العناية بجهاز التَّحفيز الدّماغي العَميق.
الرعاش
الرُّعاش هو تقلّص وارتخاء متكرِّران غير إراديين للعَضلات. ويُصاب بعضُ الناس بالرُّعاش على جانب واحد فقط من أجسامهم، بينما يُصاب آخرون برُعاش على كلا الجانبين. "الرُّعاشُ مَجهول السّبب" هو الاضطراب الحَركي الأكثرُ شُيوعاً. ويُطلَقُ عليه في بعض الأحيان اسم "الرُّعاشُ العائليّ أو المَوروث" لأنّه يكون موروثاً غالباً. يصيبُ الرُّعاشُ عادةً الذراعين أو اليدين. ويُلاحظُ الرُّعاش بشكلِ أوضَح عندما تكون الذراع في وضعية واحدة مُستمرّة أو ثابتة أو عند إجراء حَركة. يكونُ لدى مُعظم المُصابين بالرُّعاش مجهول السَّبب (نوعاً) خَفيفاً، غيرَ أنه قد يتطوّر لدى البعض إلى حَركات "خافقة" شَديدَة. يؤثّر الرعاشُ مجهول السّبب عادةً في كلا جانبي الجسم، ويسوءُ عندَ الشدّة أو القلق. داءُ باركنسون هو سببٌ أساسيّ للعجز العَصبيّ عند الأشخاص بأعمار تتجاوز الستين سنة. ويُعاني الكثير من المُصابين به من الرُّعاش. يحدثُ الرّعاش الباركسونيّ في المقام الأوّل في الذراعين أو اليدين بينما تكون في وضعيّة راحة أو في وضعيّة ثابتة. يبدأ الرعاشُ عادةً في جانب واحد، ويتطوّر إلى الجانب الآخر في غُضون سنوات قليلة. ويمكنُ للشدّة والإنهاك أن يُفاقما الرُّعاش الباركنسونيّ. يوجد في أعماق الدماغ بنية بحجمِ حبة الجوز اسمها المِهاد. تمرُّ مُعظم الرسائل عن حركة الجسم، والتي تكون ضَرورية للتحكم بالحرَكة، من المِهادِ. لا تنتقلُ تلك الرسائل بشكلٍ صَحيحٍ عندَ المُصابين بالرُّعاش.
الخيارات العلاجية
المُعالجة الدوائيّة هي العلاج التقليديّ للرُّعاش. وتُستخدَمُ كذلك الطُّرق الجِراحيّة لتخريب جزء من الدماغ في بعض الأحيان. وقد كانت تلك العمليّات شائعة جداً لمرضى الرّعاش إلى أن تمّ اتقان التَّحفيز الدّماغي العَميق. يكبحُ التَّحفيز الدّماغي العَميق الرُّعاش عن طريق التحفيز الكَهربائيّ المُقدَّم بواسطة جهازٍ مَغروس. إذا لم تكن المُعالجة الدوائيّة فعّالةً في ضبط الرُّعاش، فقد يُرشَّحُ المريضُ لإجراء هذه العمليّة. يتناولُ هذا البرنامجُ جراحة التَّحفيز الدّماغي العَميق.
التحفيز الدماغي العميق
المِهادُ هو المنطقة في الدماغ التي تُعالَجُ فيها رسائلُ الحركة. وجدَ العلماءُ أنّه عن طريق إرسال تحفيز كهربائيّ إلى المِهاد، يمكنُ كبح الرّعاش أو كبته. ويُطلَقُ على تلكَ المُعالجة اسم مُعالجة التَّحفيز الدّماغي العَميق. يتألفُ التَّحفيز الدّماغي العَميق من وَضع جهازٍ في المهاد. يكون الجهاز شبيهاً بإبرة طويلة ويُرسلُ تحفيزاً كهربائياً إلى أجزاء الدماغ العَميقة. ويُعرَف هذا الجهاز باسم إلكترود أو مسرى كهربائي. يستطيعُ المريض تشغيل أو إطفاء الجهاز المَغروس. ويستطيعُ الجهازُ عند تشغيله تخفيف الرعاش، ما يتسبّب بتحسين استخدام و وظيفة الجُزء من الجسم المُصابُ بالرّعاش. وسيرجع الرّعاش عند إطفاء الجهاز. يُساعدُ التَّحفيز الدّماغي العَميق على ضَبط الرُّعاش، غيرَ أنه لا يشفيه. يشملُ جهاز التَّحفيز الدّماغي العَميق أربعة مُكوّنات:
السلك الدليل أو الإلكترود.
الامتداد، وهو السلك الكهربائي الذي يصلُ سلك الدليل مع مُولّد النبَضات.
مُولِّد النَبضات، والبطاريّة، ورُقاقة كمبيوتر صَغيرة تولّد وتُنظّمُ التيار الكهربائي الذي يسري إلى الدماغ.
جُهاز التحكّم عن بُعد أو الضابط المحمول باليد، والذي يُستخدَم لتشغيل جهاز التنبيه وإطفائه.
السلكُ الدليل هو سلك مَعزول ذو أربعة إلكترودات على حافته. ويُغرَسُ هذا الدليلُ في المهادِ، حيث توصل الإلكترودات التنبيه له. يتّصل الدليل مع الامتداد، وهو في الأساس سلك معزول ورقيق آخر يصلُ الدليل مع مُولِّد النَبَضات. يُغرَسُ هذا الامتداد تحت الجلد من أعلى الجُمجُمة إلى منطقة الصدر قُرب عظم الترقُوَة. يُشبه مُولّد النَبَضات ناظمة مُتطوّرة. وهوَ جهاز صغير مغلقمن المعدن والبلاستيك مُزوَّد ببطاريّة. يُولّد مُولّد النَبَضات النَبضات الكهربائيّة الضرورية للتحفيز. وهو يتّصلُ مع الامتداد ويُغرَسُ في منطقة الصدر قُرب عظم الترقُوَة. ويغرسه بعضُ الأطباء في البطن. الضابطُ المحمول باليد هوَ جهاز تَحكّم عن بُعد صغير يُحمل باليد، ويسمح للمريض بتشغيل وإطفاء الجهاز. تكون بعضُ الضوابط المحمولة باليد مُمغنطة، وبعضها يسمحُ للمريض بزيادة أو تقليل التحفيز. يكبحُ التَّحفيز الدّماغي العَميق الرُّعاش جزئياً أو كلياً عندَ حوالي 80٪ من المرضى. وهو لا يجدي نفعاً عند جميع المرضى.
الإجراء
الطبيبُ الذي سوف يُجري العمليّة هو جَراحُ أعصاب. وسيقوم فريق من الاختصاصيين الذين سيقومون بتقييم حالة المريض الصحيّة والرّعاش عنده بمُساعدة جراح الأعصاب. يُقيّم طبيبُ أعصاب مُتخصّص بالاضطرابات الحركيّة الرّعاش عندَ المريض عن طريق مقاييس تصنيف وعيِّنات خط اليد، وربما باستخدام تسجيلات فيديو. تتضمّن جراحة التَّحفيز الدّماغي العَميق مرحلتين:
مرحلة غرس الدليل واختبار التحفيز.
مرحلة غرس رزمة البطارية.
يمكن لمرحلتي جراحة التَّحفيز الدّماغي العَميق أن تجريا في نفس الوقت، أو يمكن للجراح أن ينظمهما في وقتين مختلفين. وقد يستغرق كامل الإجراء في حال وقعت المرحلتان في نفس الوقت ما بين 4 و 8 ساعات. الغاية من اختبار التحفيزهي تقرير ما إذا كان التَّحفيز الدّماغي العَميق يمكنُ أن يُساعدَ على ضبط الرُّعاش عندَ المريض دون تأثيرات جانبيّة غير مرغوب بها. سيكون المريضُ واعياً في أثناء هذا الاختبار كي يجيبَ على الأسئلة. وهو غير مُؤلم. يقومُ جَراحُ الأعصاب في البداية بوصل إطار التصويب المُجسّم إلى رأس المريض. وهو جهازٌ يُثبّتُ الرأس، ويساعد جراحَ الأعصاب أيضاً على تحديد مَوضع المهاد. ورغم استخدام التخدير الموضعي لتخدير المنطقة التي يُثبَّت فيها الإطار، فقد يشعر المريض بضغط وببعض الانزعاج عند وصله. يُفضّلُ بعض جراحو الأعصاب جزّ مُعظم الشعر عن رأس المريض قبلَ توصيل إطار التصويب المُجسَّم. بينما يُرجئ أطباء آخرون إزالة الشعر إلى أن يُصبح المريض في غُرفة العمليات. يُجزّ الشعر لتجنّب خطورة الإصابة بعدوى. بعد تركيب إطار التصويب المُجسَّم، تُلتقَطُ صورة للدماغ باستخدام إما التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المُحوسب. وسيتحقّق جراح الأعصاب بالاستفادة من تلكَ الصّور من موقع الإطار وسيأخذ قياسات لتحديد موقع المهاد. ويُجرى هذا باستخدام الحواسيب. سيرى المريضُ في غرفة العمليات جراح الأعصاب، والذي سيقود فريقاً من مُحترفي الرعاية الصحية من ذوي المهارة العالية. المهمّة الأولى هي تحديد موضع الدليل قبل البدء باختبار كبح الرُّعاش. يصنعُ جراحُ الأعصاب ثُقباً صغيراً في الجمجمة – بحجم قطعة نقدية صغيرة. ويُجرى ذلك تحت التخدير الموضعيّ وتهديء خفيف. ويمكن أن يَشعرَ المريض ببعض الضغط هنا؛ ثم يُدخل جراحُ الأعصاب دليلاً رفيعاً إلى المهاد. وبما أنّ النسيج الدماغي بحد ذاته لا يثير شعوراً بالألم، فإنّ المريض لن يشعر على الأرجح بأي ألم في أثناء هذا الجزء من الإجراء. حالما يُصبحُ الدليل في مكانه، سيصله الجراح إلى جهاز تنبيه كهربائي. وعند تَشغيلِ جهاز التنبيه، سيقيّمُ جراح الأعصاب وباقي الفريق موقع الدليل وقوة التحفيز. وقد يطلبون من المريضِ حمل كوب أو أن يمدّ يديه للأمام ويجمع أصابعه أو أن يرسم لوالب. كما سيُسألُ المريض إن كان يشعر بأشياء مثل الخَدَر والوخز. كما سُيقيَّم نطق المريض. وسيقوم جراح الأعصاب بالاعتماد على استجابة المريض بتعديل موضع الدليل ومستوى التحفيز. إذا لم يُكبح الرُّعاش، أو إذا كان هُناك آثار جانبية لا يمكن ضبطها، فقد يُزالُ الدليل ويوقف الإجراء. أما إذا ضبطت المُعالجة رُعاش المريض، فسوف يُغرسُ جهاز التَّحفيز الدّماغي العَميق. ويمكن غرس الامتداد ومولّد النَبَضات في أثناء هذا الإجراء أو في وقتٍ لاحق. يَحتاج غرسُ الامتداد ورزمة البطارية لتخديرٍ عام عادةً، أي أنّ المريضَ سيكونُ نائماً. يُزرعُ مولّدُ النبَضات في صدر المريض قربَ عظم التُّرقوَة ويُوصَلُ مع الدليل بواسطة سلك امتداد. يُغرس الامتداد تحت الجلد من أعلى الرأس إلى مُولّد النَبَضات. وتُغلق الشُقوق بعد ذلك بقُطَب. ثمّ يُجهَّز المريض لوضعه في غرفة النقاهة. وقد يُترَك الجهاز مُطفأً لعدة أيام أو أسابيع بعد الجراحَة.
المخاطر والمضاعفات
هذا الإجراء آمنٌ، غير أنّ هُناك عدّة مخاطر ومُضاعفات مُمكنة. وهي غير مُرجحة أبداً، لكنها ممكنة. وعلى المريض أن يعرفها تحسّباً لحال حُدوثها. سيكون المريض عن طريق تثقيفه قادراً على مُساعدة طبيبه في اكتشاف المُضاعفات باكراً. تتضمّنُ المخاطر والمُضاعفات تلك المُرتبطة بما يلي:
التخدير.
الجراحة عُموماً.
الجراحة العصبية بالتصويب المُجسّم.
الجهاز المَغروس.
تتضمّنُ المخاطر المرتبطة بالتخدير العامّ عند استخدامه في مرحلة غرس الجهاز الغثيان والقياء واحتباس البول وشُقوق الشفتين وتكسّر الأسنان والتهاب الحلق والصُداع.
وتشمل المخاطر الأكثر خُطورة للتخدير العام النوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهاب الرئة.
سيناقشُ طبيبُ التخدير تلك المَخاطِر مع المريض، وسوف يسأله إن كان مُصاباً بتحسُّس تجاه أدوية مُعيّنة. قد تحدث جلطات دمويّة في الرجلين بسبب عدم الحركة في أثناء وبعد الجراحة. وتظهر تلكَ الجلطات عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام. وهي تتسبّب بتورّم الرجل وحدوث ألم فيها. يمكن أن تخرج الجلطات الدمويّة من الرجل وتنتقلَ إلى الرئتين، حيث تتسبّب بضيق النفس وألم صدري وربما الموت. من المهم جداً إخبار الأطباء في حال حُدوث أي من تلك الأعراض فوراً. وقد يحدثُ ضيق النفس أحياناً دون إنذار. كما يمكن للنهوض باكراً من الفراش بعد الجراحة أن يُساعدَ على تقليل خُطورة الإصابة بجلطات دموية في الرجلين. تُلاحظُ بعضُ المخاطر في أي نوع من الجراحات، وهي تتضمن العدوى والنزف والتندب الجلديّ. وهي نادرةٌ. قد تشملُ العدوى الدماغ أو الدليل أو المُولِّد أو السلك. ويمكن لعدوى من هذا النوع أن تنتشرَ إلى الدماغ وأن تُسبّب التهاب سحايا أو خُراجات دماغيّة. تلك المُضاعفات نادرةٌ، لكن قد يستلزم الأمرُ في حال حدوثها إزالة الجهاز ومُعالجة بالمُضادّات الحيوية. قد يحدثُ نزفٌ داخل الدماغ، وهو يحدثُ عادةً في الساعات القليلة الأولى بعدَ الجراحَة. وهذا هو سبب مُراقَبة المُمرضات للمريض عن كثب. عند حدوث أصغر مؤشّر على وُقوع مُضاعفات يجرى التصوير المقطعي المُحوسَب للتحقّق من إمكانية حدوث نزف داخل الدماغ. يمكن ترك الجلطات الدموية العميقة الصغيرة في حال سبيلها لكن الجلطات الأكبر قد تحتاج لجراحةٍ أخرى. قد تتسبّب الجلطات الدموية في الدماغ بالإضافة للسكتات الدماغية المُحتملة بسبب الجراحة بضعف وشلل وعمى ومَشاكل في النطق بصورة دائمة، وربما بالموت حتى. هذه الحالات نادرة جداً. تُغطّى الندبة الجلديّة على الفروة بنموّ الشعر عادةً. كما قد يكون هناك تورّم خفيف على قمة الرأس. وهو لا يكون واضحاً عادةً تحت الشعر. وفي منطقة الصدر، قد يبرزُ مُولّد النبضان قليلاً تحت الجلد، غير أنّ ذلك لا يكون واضحاً تحت الملابس. يَحملُ غرسُ جهاز التَّحفيز الدّماغي العَميق نفس نَوع المَخاطر المرافقة لأي نوع آخر من الجراحات العصبية بالتصويب المُجسّم. وتشمل تلكَ المخاطر تسرّبَ السائل المُحيط بالدماغ والنوبات الاختلاجية. في أحوال نادرة قد يبدأ السائل المُحيط بالدماغ، والذي يُعرَف أيضاً باسم السائل الدماغي الشوكي بالتسرّب من شقّ الفروة. وقد يكون هناك حاجة لقُطَب إضافيّة لمنع حدوث ذلك. قد تحدثُ نوبات اختلاجيّة بسبب التفريغ الكهربائي الشاذّ من الدماغ نفسه. تُعالجُ مُعظم النوبات الاختلاجية بسُهولة بالأدوية. وتلك الحالة نادرةٌ جداً. قد يكون المريض نعساناً بعد العملية، وقد يشكو من الصُداع. تكون التأثيرات الجانبية الناجمة عن التحفيز الفعلي خفيفةً عادةً، وتزول تلقائياً عند إطفاء التحفيز. كما يمكنُ للطبيب أن يُعدّل التحفيز بحيث تزول الآثار الجانبيّة أو تخفّ. وقد تشمل الآثار الجانبيّة ما يلي:
نَخز في الأطراف أو الوجه.
ضعف أو شلل جُزئي في عَضلاتِ الوجه والأطراف.
مَشاكل في الكلام.
دوخة أو خفّة رأس.
مشاكل حركيّة أو ضعف التناسق العضلي.
إحساس بالاهتزاز أو بالصّدمة.
قد يكون هُناك ضرورة لتعديل موضع الدليل إذا كان ضبط الرُّعاش أو الآثار الجانبية للتحفيز غير مُرضية. وقد يحتاج ذلك لجراحةٍ أخرى.
بعد الإجراء
يحتاجُ المريضُ عادةً للبقاء في المستشفى لليلة أو ليلتين فقط بعد العمليّة. قد يُشغّلُ مُقدّم الرعاية الصحيّة جهاز التنبيه، ويبرمجُ مولّد النبَضات قبل أن يُغادر المريضُ المُستشفى. ويُفضّلُ بعضُ الأطباء أن ينتظروا لأيّام أو أسابيع قليلة ليسمحوا للدماغ بالالتئام قبل تشغيل الجهاز. تُنفّذ البرمجَة باستخدام كمبيوتر يتصل مع مولّد النبَضات. وهو يقومُ بذلك عن طريق إشارات مغناطيسيّة تُرسلُ في الهواء وعبرَ جلد المريض. يُطلقُ على ذلك اسم القِياس عن بعد وهو غير مُؤلم. سيجدُ مُقدّم الرعاية الصحيّة أفضلَ إعداد للتحفيز مع أكبر تخفيف للرُّعاش وبأقلّ الآثار الجانبيّة. كما سيُعطى المريض بطاقة تعريف تقول بأنّ في جسمه جهازٌ طبيّ. وعلى المريض إبقاء تلك البطاقة معه طوالَ الوقت. لا يرجع الرعاش فوراً بعدَ الإجراء دائماً، حتى قبلَ تشغيل جهاز التنبيه. وقد يُقرّرُ مُقدّم الرعاية الصحيّة في تلكَ الحالات إبقاء الجهاز مطفأً حتى عودة الرُّعاش. قد يشعرُ المريض ببعضِ الألم أو الانزعاج بعدَ مُغادرة المُستشفى، لاسيما بالصُداع أو ألم الرقبة. ويمكن أن يستمرَّ هذا لعدّة أسابيع. وقد يشيرُ الطبيب لأدوية لجعل المريض أكثر راحةً، لكنّ مُعظم المرضى يتعافون بِسرعة ولا يكون عندهم سوى انزعاج ضئيل جداً في أثناء هذا الوقت. يجب إعلام الطبيب في حال مُلاحظة أيّ مما يلي:
تغيُّرات في الآثار الجانبية للتحفيز، مثل الوخز في الأطراف أو الوجه أو مشاكل النطق أو تغيّرات في ضَبط الرُّعاش.
ألم أو تورُّم أو احمرار في مكان الشقوق.
دوخَة أو خِفَّة رأس.
صُداع مُتواصل لا يسكن بالأدوية.
يجب أخذ الأدوية كما وَصَفها الطبيب. ويمكن للأدوية في حال الإصابة بداء باركنسون أن تُساعدَ في ضَبط الأعراض الأخرى.
العناية بالنفس
يسهلُ تشغيل وإطفاء جهاز التَّحفيز الدّماغي العَميق بالضابط المحمول باليد. يستطيع المريض استخدام الأجهزة المنزلية والكمبيوترات والهواتف المحمولة بينما يكون الجهاز شغالاً. كما يكون المرور بالأجهزة الكاشفة للمعادن في المطارات آمناً. قد يجعلها مولد النبضات تعطي إشارةً، لذلك يجب أن يبقي المريض بطاقة التعريف معه. وقد يحتاج المريض للتقدم بطلب مُساعدة لاجتياز أجهزة الكشف. يجب الاقتراب من أجهزة كشف السرقات في المتاجر بحذر؛ فقد تجعل المريض يشعر بتحفيز مُزعج. وعليه أن يمشي على بعد أقدام قليلة عن الكاشف. وإذا لم يشعر بشيء غير مُعتاد، فيمكنه السير مباشرةً عبرَ منطقة كشف السرقات. ويجب عليه البقاء في منتصف المسافة بين العمودين. يجب إخبار طبيب العائلة وطبيب الأسنان بوجود جهاز مغروس. وإذا احتاج المريض لفحص طبي خاص، فعليه إخبار الطبيب بوجود الجهاز. ويجب عدم إجراء فحوص طبيّة قبلَ التحقّق من الطبيب أولاً. ويجب تجنب الفُحوص والمعدات التالية:
التصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
الكي الكهربائي.
المُعالجة الحرارية العميقة أو الإنفاذ الحراري.
سوف يعطى للمريض عند مُغادرته المُستشفى موعد لزيارة المُتابَعة مع جراح الأعصاب، في غُضون 7-14 يوماً عادةً بعد العمليّة. كما سيعطي الطبيب موعداً لزيارة مُتابعة للبدء ببرمجة نظام التَّحفيز الدّماغي العَميق أو لتعديل التحفيز إذا كان قد بدأ فعلاً. بعدَ ذلك سيزور المريض العيادة مرة أو مرتين في السنة من أجل المُتابعَة. وسينظم الطبيب توقيت تلك الزيارات. يدومُ مولّد النبضات 3-5 سنوات ضمن التجهيز المعياري. وتعتمدُ فترة استمراره على عدد الساعات التي يُشغّل فيها في اليوم وعلى كيفية برمجته. وسيعطي الطبيبُ للمريضِ تقديراً أفضل لطول مدة استمرار البطارية حالما يُبرمَجُ مولّد النَبَضات. ولو شعرَ المريض أنه لا يحتاج إليه، وأنّه يستطيع أن ينام بارتياح من دونه، فيمكن إطفاء مُولّد النَبَضات في الليل. يُساعد هذا على الحفاظ على البطارية. سيتحقّقُ الطبيبُ خلال زيارات المُتابعة من البطارية. وإذا نفدت البطاريّة، فسوف يُستبدلُ مُولّد النبضان. ولا يُستبدلُ الدليل في الدماغ. يستغرقُ تبديل البطارية حوالي ساعة ويُجرى عادةً كإجراء للمرضى الخارجيين، أي أنّ المريض غير مُضطر للبقاء في المُستشفى.
الخلاصة
قد يتسبّب الرُّعاش مجهول السبب والرُّعاش المُرتبط بداء باركنسون بعجزٍ شَديد. وقد يؤدي إلى أن يحيا المريض في عُزلة واكتئاب. قد يكون التَّحفيز الدّماغي العَميق مُفيداً جداً في إبراء تلك الأعراض. ويُساعدُ التَّحفيز الدّماغي العَميق غالبية المرضى، لكن ليس كلهم. على المريض في البداية أن يُقرّر مع جراح الأعصاب فيما لو أراد القيام بهذا الإجراء. سوف يجري فريق الرعاية الصحيّة في أثناء الجراحة اختبار تَحفيز ليقرروا ما إذا كان هذا الإجراء سيساعدُ على ضَبط الرُّعاش، وإن كان كذلك، يغرس الجهاز. التَّحفيز الدّماغي العَميق آمنٌ وفعّال. وللعمليّة بعض الآثار الجانبية المُحتملة. وقد تُساعدُ معرفتها على كشفها باكراً في حال حدوثها