ical Teaching) بجامعة برلين، وبدأ هذا التخصص الطبي تحت مسمى (Phoniatrics) من برلين (هيرمان جوتزمان الابن) وفيينا (إيميل فرشلز) منذ عام 1920 م ثم انتشر إلى أوروبا وباقي العالم، وحاليا يرعى هذا التخصص رسمياً الرابطة العالمية لأطباء وأخصائيي التخاطب (IALP) التي عقدت أول اجتماعاتها في فيينا عام 1924 م.
ويختلف فهم طبيعة هذا التخصص الطبي وطبيعة وجوده أصلا من بلد إلى آخر، ففي دول مثل ألمانيا والسويد ومصر يقف طب التخاطب كتخصص طبي منفصل، ولكنه في كثير من البلدان لا يكاد يعرف، ويأخذ هذا التخصص جذوره من تخصص الأنف والأذن والحنجرة أساساً بالإضافة إلى تخصصات أخرى كالطب النفسي وطب الأعصاب1.
وكما سبق فإن طب التخاطب يعنى بأربعة فروع، أولها أمراض واضطرابات الصوت (Voice Disorders) بأنواعها ومسبباتها الثلاثة وهي: أمراض الصوت العضوية، كشلل الثنايا الصوتية، وأمراض الصوت غيرالعضوية كالوهن الصوتي، والآفات الطفيفة المصاحبة لبحة الصوت كلحمية الثنايا (المعروفة خطأً بالحبال) الصوتية، ويتم تقييم الأمراض الصوتية بعدة وسائل أهمها المنظار الحنجري (Laryngostroboscopy) ، وتعالج هذه الأمراض بجلسات العلاج الصوتي (Voice Therapy) أو بالجراحة أو بكليهما معاً.
والفرع الثاني من التخصص هو أمراض واضطرابات اللغة (Language Disorders) بنوعيها الرئيسين وهما: تأخر نمو اللغة (Delayed Language Development) لدى الأطفال، والعي (Dysphasia) لدى الكبار، ويُسبب تأخر نمواللغة عند الأطفال عدةُ أمراض أو اضطرابات منها: الشلل الدماغي (Cerebral Palsy) ، التأخر الفكري (Mental Retardation) ، التوحد (Autism) ، مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD) ، الضعف السمعي (Hearing Impairment) ، بالإضافة إلى تأخر نمو اللغة غير معروف السبب، وقد يصاحبه أمراض واضطرابات أخرى كضعف التحصيل الدراسي (Learning Disability) ، وتعالج أمراض واضطرابات اللغة بجلسات العلاج اللغوي (Language Therapy) وبالعلاج الدوائي في بعض الحالات، وبالأجهزة المعينة كالمعينات السمعية (Hearing Aids) في حالات الضعف السمعي.
والفرع الثالث هو أمراض واضطرابات الكلام (Speech Disorders) بأنواعها الخمسة الرئيسة وهي: التلعثم (Stuttering) ، وتدافع الكلام (Cluttering) ، والخنف المفتوح (Hypernasality) ، واللثغة (Misarticulation or Dyslalia) ، والحبسة الكلامية (Dysarthria) ، وتعالج أمراض واضطرابات الكلام بجلسات العلاج الكلامي (Speech Therapy) أوبالجراحة في بعض الحالات.
والفرع الرابع من فروع طب التخاطب هو أمراض واضطرابات البلع (Swallowing Disorders) ، ويتم تقييمها بعدة وسائل أهمها المنظار الأنفي البلعومي (FEES) ، والفحص الفلوروسكوبي (MBS) ، وتتم معالجة هذه الأمراض بالعلاج البلعي (Swallowing Therapy) ، أو بالأدوية، أو بالجراحة في بعض الحالات.
إنه مما لا شك فيه بأن الأمراض والاضطرابات الصحية أيا كان نوعها تحتاج إلى أطباء أكفاء للتعامل معها تقييماً وعلاجاً، وأمراض واضطرابات التخاطب ليست استثناءًا، ومرضى التخاطب والبلع ليسوا بأقل من غيرهم، فالطبيب هو الأقدر على فهم مسببات الأمراض الحقيقية، وهو الأعرف بعلم تشريح الإنسان وبوظائف أعضائه، وهو الأقدر على التعامل مع المرضى استناداً إلى خلفيته الطبية العلمية، وهو المؤهل للفحص بالمناظير الطبية، والمؤهل أيضا للتعامل مع الأدوية ودراستها ودراسة آثارها واستخداماتها العلاجية والطبية، وكون أن أغلب التدخلات العلاجية الحالية في أمراض التخاطب لا تعتمد على الأدوية أو الجراحة لا يلغي الحاجة إلى الأطباء، فكوننا لا نعرف حالياً الكثير عن فسيولوجيا التخاطب - وهي وظائف دماغية عليا لا يشترك فيها مع الإنسان أي كائن حي آخر - لا يعني أنه ليس بإمكان الطب الحديث أن يكتشف في المستقبل القريب أدوية مناسبة لعلاج أمراض التخاطب وعلله، كما حصل في سنين مضت لتخصص الطب النفسي، ولن يتم ذلك إلا بإجراء الدراسات العلمية المتكررة على الأدوية وعلى وسائل العلاج الأخرى.
د. خالد بن حسان المالكي
استشاري وأستاذ مساعد طب التخاطب والصوت
رئيس وحدة أمراض التخاطب والبلع
نائب رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة
مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض
جامعة الملك سعود