تاريخ النشر 30 اغسطس 2021     بواسطة الدكتورة سعاد محمد خليل مندورة     المشاهدات 201

اضطراباتُ تَصَبُّغ الجلد

التصبُّغ يعني التلوُّن، حيثُ تؤُثرُ اضطرابات تصبّغ الجلد في لون الجلد. تمنحُ خلايا جلديّة اسمها الخلايا الميلانينيّة الجلد لونه عن طريق صنع مادّة اسمها الميلانين. عندما تصبح تلكَ الخلايا تالفَة أو مريضة، سوف يُؤثّر ذلك في صنع الميلانين. تؤثّرُ بعضُ اضطرابات التصبُّغ على بُقع من الجلد، بينما تُؤ
ثّرُ اضطرابات أخرى في كامل الجسم. إذا صنعَ الجسم الكثير من الميلانين ، فسيصبحُ الجلدُ أغمق لوناً. يمكنُ لكلٍّ من الحمل وداء أديسون والتعرُّض للشّمس أن يجعلَ الجلدَ أغمق لوناً. وسيصبحُ الجلد أفتح لوناً في حال صنع الجسم القليل من ميلانين. البُهَاق مرض يسبِّبُ حدوثَ بقعٍ من الجلد الفاتح، أمَّا المَهَق فهو حالة وراثية تصيبُ كاملَ الجلدِ. ويمكن لحالات العدوى والنَّفَطَات والحروق أن تجعلَ الجلدَ أفتحَ لوناً. 
مقدمة
التصبّغ يعني التلوُّن. تؤُثرُ اضطرابات تصبّغ الجلد على لون الجلد. قد تجعل اضطراباتِ تصبّغ الجلد الجلد أغمقَ لوناً، كما أنها قد تسبب ظهور بقع أفتح لوناً، وتعتمدُ المُعالجةُ على نوع الاضطراب. تَشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية اضطراباتِ تصبّغ الجلد ، وتتناولُ اضطرابات تصبّغ الجلد الشائعة وعلاجَها. 
الجلد ولونه
يشكِّلُ الجلدُ غطاءً خارجياً للجسم، يحميه من الحرارةِ وضوء الشمس والإصابةِ والعدوى، كما أنَّه:
يساعدُ على تنظيم درجةَ حرارة الجسم.
ينتج فيتامين D.
يخزِّن الماء والدّهن.
يتألَّفُ الجلدُ من طبقتين رئيسيتين هما البَشَرة الخارجية والأدَمَة الدَّاخلية. ويحتوي الجزءُ الأعمق من البشرة على الخلايا الميلانينيّة. الخلايا الميلانينيّة هي خلايا صِباغية، تنتجُ الميلانين، وهو الصِّباغُ الذي يمنحُ الجلدَ لونَه الطَّبيعي، ويساهمُ الميلانين أيضاً في لون الشَّعرِ والعينين. عندما يتعرَّضُ الجلدُ للشَّمس تنتجُ الخلايا الميلانينيّة صباغاً أكثر فيسمرُّ الجلدُ أو يصبح أغمقَ لوناً. يجعلُ الميلانينُ الجلدَ أغمقَ لوناً ليحميه من الشَّمس، وبدون ما يكفي من الميلانين لا يستطيعُ الجلدُ حمايةَ نفسه، ممَّا يؤدِّي إلى إصابته بحرق شمسي. يتحدَّدُ لونُ الجلدِ بكميةِ الميلانين الذي تنتجُه الخلايا الميلانينيّة، فالأشخاصُ ذوو الجلد الغامق يملكون خلايا تنتجُ الكثيرَ من الميلانين، بينما تنتجُ خلايا الأشخاص ذوو الجلدِ الفاتح كمياتٍ أقل من الميلانين. تتناولُ الأقسام التالية اضطراباتِ تصبّغِ الجلدِ الشَّائعة وتتضمَّن:
المَهَق.
البُهَاق.
الكَلَف.
المَهَق
المَهَقُ اضطرابٌ موروث يصيب كاملَ الجلدِ ، ويَرثُ المصابون بالمَهَق واحداً أو أكثر من الجينات الشاذة التي تحدُّ من إنتاجِ الميلانين. حيث يصنع جلدُ الأشخاص المصابين بالمهق القليل من الميلانين أو لا يصنعُه أبداً. لا يملكُ جميعُ المصابين بالمَهَق جلداً أبيضاً شاحباً، حيث يتراوحُ تصبّغِ الجلدِ لديهم من الأبيض إلى البني. وفي بعضِ الحالات، قد يكونُ لونُ الجلدِ مشابهاً تقريباً للونِ جلدِ الوالدين أو الأشقاء غير المصابين بالمَهَق. يكون معظمُ المصابين بالمَهَق حسَّاسين للتعرُّضِ للشمس. حيث تظهرُ لدى بعض المصابين بالمهق عند التعرض للشمس ما يلي:
نمَش.
بقع كبيرة (تشبه النَّمَش) تدعى النَّمشات.
شامات قد يوجد أو لا يوجد فيها أي صباغ.
يمكنُ لبعضِ المصابين بالمَهَق أن يكتسبو لوناً أسمر بالتعرُّضِ للشمس، غيرَ أنَّ معظمَهم يواجه خطراً متزايداً للإصابة بسرطان الجلد. قد يتأثَّرُ لونُ الشَّعر بالمَهَق، ويتراوح من الأبيضِ إلى البني، وقد يمتلك مرضى المَهَق الذين ينحدَّرون من أصول إفريقية أو آسيوية شعراً أصفر أو محمرَّاً أو بنياً، وقد يتغيَّرُ لونُ الشَّعر أيضاً في مرحلة مبكرة من البلوغ. يتراوح لونُ عيون المصابين بالمَهَق من الأزرقِ الفاتح إلى البنِّي، وقد تبدو العيون الفاتحة حمراء اللون في بعضِ الأضواء، لأنَّنا نرى الضوءَ المُنعكِسَ عن الوجه الخلفي للعين، ويشبهُ هذا تأثيرَ العين الحمراء الذي يحدث عند التقاط الصور الفوتوغرافية مع تشغيل الفلاش. تحدِثُ جميعُ أنواعِ المَهَق مشاكلَ في العين، لأن الميلانين يلعب دوراً أيضاً في نمو أعصابٍ معينة في العين. وقد تتضمَّن مشاكلُ العين ما يلي:
قصر النظر الشديد أو بعد النظر الشديد.
عدم القدرة على تحريك العينين معاً.
حركة العينين السريعة جيئة وذهاباً.
الحساسية للضوء.
لا توجدُ معالجةٌ شافية للمَهَق. وقد تساعد العدسات الموصوفة على تحسين الرؤية، كما قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة لعلاجِ بعضِ مشاكل العين التي يسبِّبُها المَهَق. يحتاجُ المُصابون بالمَهَق لإجراء فحوصٍ سنويةً للعين والجلد طوالَ حياتهم، حيثُ يتحرَّى فحصُ العين مشاكلَ الرؤية، ويتحرَّى فحصُ الجلد وجودَ سرطان الجلد أو الإصابات التي قد تؤدِّي للسرطان. 
البُهَاق
البُهَاقُ اضطرابٌ تظهرُ فيه بقعٌ بيضاء على الجلد في مناطقَ مختلفةٍ من الجسم، وقد يُصيبُ أيضاً العينين والفمَ والأنف. يحدثُ البُهَاق عندما تُدمر الخلايا التي تمنحُ الجلدَ لونَه، وقد يبدأُ حدوثُه في أي عمر، وتظهرُ الأعراضُ بين عمري 10 و 30 سنة عادةً. العلامةُ الرئيسية للبُهَاق هي ظهورُ بقعٍ بيضاءَ على الجلد. وتكون هذه البقع شائعة الظهور في أجزاءِ الجلدِ التي تتعرَّضُ للشمس، كاليدين والرجلين والذراعين والوجه والشَّفتين. قد يصبحُ الجلدُ المُصابُ فاتحاً أو أبيض بشكلٍ كامل، ويمكن أحياناً أن تنتشرَ البقعُ البيضاء إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، وقد يحدثُ هذا بسرعةٍ أو ببطء. يظهرُ البُهَاق غالباً وفقَ أنماط معينة تتضمَّن ما يلي:
المُعمَّم: يصيب كاملَ الجسم.
القِطَعي: تظهرُ فيه الأعراض على جانبٍ واحد من الجسم.
البؤري: يصيب مناطقَ قليلةٍ من الجسم فقط.
كما قد يشيبُ شعرُ المصابين بالبُهَاق باكراً، وقد يلاحظُ أصحاب البشرة الدَّاكنة غيابَ اللون داخل أفواههم. لا يزالُ سببُ البُهَاقِ مجهولاً، وقد يكون أحدَ أمراض المناعة الذاتية التي تحدثُ عندما يهاجمُ جهازُ المناعة بالخطأ أحد أجزاءَ الجسمِ نفسه، وفي البُهَاقِ قد يخرِّبُ جهازُ المناعةِ الخلايا الميلانينيَّة. ومن الممكن أن يكونَ البُهاقُ اضطراباً وراثياً، ممَّا يعني أن هناك واحدة من الجينات أو أكثر هي التي تجعلُ الشخصَ أكثر عُرضةً للإصابة بالبُهَاق. هناك حاجة لمزيد من البحوث لفهمِ سببِ البُهَاق. ليسَ البُهَاق خطيراً على صحة المُصاب، وتساعدُ العلاجات على تحسين شكلِ الجلد في بعضِ الحالات. يساعدُ استخدامُ الواقي الشمسي في حمايةِ الجلدِ المُصاب، ويمكنُ تغطية البُقع بمستحضرات التجميل، ويتضمَّن العلاجُ الطبِّي للبُهَاق استخدامَ الأدوية والمعالجة الضَّوئية والجراحة. 
الكَلَف
يسبِّبُ الكَلَفُ ظهورَ بقع بنية أو بنية- رمادية على الوجه، ويصيب غالباً:
حافَّة الأنف.
الوجنتين.
الذَّقن.
الجَبهة.
الجلد فوقَ الشَّفة العُليا.
قد يتحرَّضُ ظهورُ الكَلَفِ بالتعرُّضِ للشمس، ممَّا يعني أنَّ البقعَ تظهرُ أيضاً على الأجزاء الأخرى من الجسم التي تتعرَّضُ للشمسِ بكثرة كظاهر الساعدين والعنق. تُصاب النِّساءُ بالكَلَف أكثر من الرجال بكثير وفي الواقع يظهرُ الكَلَفُ غالباً لدى النِّساء الحوامل بسبب التغيُّراتِ الهرمونية، ويدعَى عندها "قناع الحمل". كما قد يتحرَّضُ الكَلَفُ بأقراص منعِ الحمل والأدويةِ المُعوضة للهرمونات بسبب التغيُّراتِ الهرمونية. قد تهيِّجُ منتجاتُ العناية بالبشرة، كمواد التجميل، الجلدَ، ممَّا يجعلُ الكَلَفَ أسوأ. لا يعلم مقدِّمواُ الرِّعاية الصحية أسباب الكَلَف، ويُحتمَل أنه يحدث عندما تصنع الخلايا الصباغية في الجلد لوناً أكثرَ من اللزوم. ويزدادُ احتمالُ حدوثِ الكَلَف لدى الناس ذوي درجات البشرةِ الأغمق، لأنَّ خلاياهم الميلانينيَّة أكثر نشاطاً منها لدى أصحاب البشرةِ الفاتحة. قد يتلاشى الكَلَفُ من تلقاء نفسه مع مرور الوقت في حال توقَّفَ السببُ الذي حرَّض حدوثَه، كالحمل أو أقراص منع الحمل. قد يستمرُّ الكَلَفُ لدى بعضِ النَّاس لعدة سنوات أو حتى طوالَ حياتهم، والكَلَفُ ليس خطيراً على صحة المُصاب، وتساعدُ العلاجات على تحسين شكلِ الجلد في بعضِ الحالات. قد تساعدُ الأدويةُ التي تُوضع على الجلدِ على تفتيح البقع الغامقة، وفي بعض الحالات قد تُستخدَمُ عدَّة أدوية في الوقتِ ذاته. عندما لا يمكنُ التخلُّص من الكَلَف بالأدوية، فقد تستطيعُ بعضُ الإجراءات ذلكَ وهي تتضمَّن:
التقشير الكيميائي.
تسحيج الجلد المجهري.
تسحيج الجلد.
تتخلَّصُ هذه الإجراءات من الطَّبقات العلوية من الجلد لتكشف عن الجلد السليم الجديد تحتها. 
الخُلاصة
التصبُّغُ يعني التلوُّن، حيثُ تؤُثرُ اضطرابات تصبّغ الجلد في لون الجلد، وقد تجعلُه أغمق لوناً، كما قد تسبِّبُ ظهورَ بقعٍ فاتحة من الجلد، وتتضمَّنُ اضطرابات تصبّغ الجلد الشَّائعة:
المَهَق.
البُهاق.
الكَلَف.
تصيبُ اضطرابات تصبّغ الجلد الخلايا الميلانينيَّة، وهي خلايا صباغية توجد في البشرة، تنتجُ الميلانين، وهو صباغ يمنحُ الجلدَ لونه الطَّبيعي، كما يساهمُ الميلانين في لونِ الشعر والعينين. وفي معظم الحالات، يكونُ سبب اضطرابات تصبّغ الجلد مجهولاً. لابدَّ من إبلاغِ مقدِّمِ الرِّعاية الصحية عند ظهورِ أعراضِ اضطرابات تصبّغ الجلد. ومع أنَّ هذه الاضطرابات ليست مهدِّدةً للحياة غالباً، إلا أنَّ العلاجَ قد يساعدُ على تحسينِ مظهرِ الجلد. وتعتمدُ معالجةُ اضطرابات تصبّغ الجلد على نوع الاضطراب، وقد تتضمَّنُ المعالجة على الأدوية أوالجراحة أو إجراءاتٍ أخرى. 


أخبار مرتبطة