تاريخ النشر 10 يناير 2016     بواسطة الدكتور احمد يحي ال سرور     المشاهدات 201

فغر الأعور

تسمح عملية فَغر الأعور بإدخال الدواء عبر أنبوب في جانب بطن الطفل ليصل إلى الجزء الأول من الأمعاء الغليظة. ويُدعى هذا الأنبوبُ باسم "أنبوب فغر الأعور". ويجري إدخالُ الدواء عن طريق الأنبوب من أجل المساعدة على تفريغ أمعاء الطفل. وتُستخدَم هذه الطريقة من أجل معالجة "السلس المعوي" عادة. السلسُ المعو
ي هو عدمُ القدرة على ضبط عملية التبرُّز. وقد تكون هذه الحالة مزعجة ومحرجة للمريض. لكن على الأشخاص المصابين بالسلس المعوي عدم الخجل أو الخوف من التحدُّث مع مُقدم الرعاية الصحية عن حالتهم هذه. عندَ وضع أنبوب فغر الأعور، فإنَّ الجرَّاح يملأ القولون بالهواء إلى أن يصبح المِصران الأعور مُنتفخاً. وبعد ذلك، يقوم مُقدم الرعاية الصحية بوصل هذا الجزء من الأمعاء بجدار البطن عن طريق استخدام الغرزات الجراحية. ثمَّ يقوم بإدخال إبرة خاصة في الجلد لتصل إلى المصران الأعور. وبعدَ ذلك، يُدخَل الأنبوب، أو القثطار، من خلال هذه الإبرة. يُستخدَم أنبوب فغر الأعور في البيت عادة. ومن الممكن إجراء ذلك من قِبَل الطفل نفسه أو أحد والديه أو الأشخاص الذين يقومون برعايته. وتتألَّف عمليةُ استخدام أنبوب فغر الأعور من قسمين:
الغسل بالغليسرين.
الغسل بالمحلول الملحي.
يساعد الغليسرين على حركة العضلات الموجودة في القولون والأمعاء. وأمَّا المحلولُ الملحي فهو يساعد على غسل الأمعاء وإخراج البِراز منها.
مقدمة
فغرُ الأعور هو وضعُ أنبوب في جانب بطن الطفل ليصل إلى الجزء الأول من الأمعاء الغليظة. ويجري إدخالُ الدواء عن طريق هذا الأنبوب من أجل المساعدة على إفراغ أمعاء الطفل. وتُستخدَم هذه الطريقةُ من أجل معالجة السلس المعوي. السلسُ المعوي هو عدم القدرة على ضبط عملية إخراج البراز. ويُعرف البراز باسم "الغائط" أيضاً. من الممكن أن تكونَ هذه الحالة محرجة أو مزعجة بالنسبة للمريض. وعندما يكون الطفلُ مصاباً بالسلس المعوي، فإنَّ مُقدم الرعاية الصحية يمكن أن ينصح بمعالجته عن طريق فغر الأعور. تشرح هذه المعلوماتُ الصحية عمليةَ فغر الأعور. وهي تتحدث عن الجهاز الهضمي، وكذلك تتحدَّث عما يمكن توقعه قبل هذه العملية وخلالها وبعدها. كما تشرح أيضاَ مخاطر عملية فغر الأعور ومضاعفاتها.
التشريح
بعد تناولِه، يمرُّ الطعام عبر المريء، أي أنبوب الإطعام. ويصل بعد ذلك إلى المعدة. والمعدةُ تساعد على هضم الطعام. ينتقل الطعامُ المهضوم من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة؛ حيث تساعد الأمعاء الدقيقة على عملية هضم الطعام. يصل الطعامُ المهضوم الذي لم يجرِ امتصاصه في الأمعاء الدقيقة إلى القولون، أي الأمعاء الغليظة. وفي القولون، يجري امتصاص ما تبقى من المواد المُغذية، ويتشكَّل البراز. بعدَ ذلك، يجري تخزينُ البراز في القسم الأخير من القولون، بين القولون السيني والمستقيم. ثم يجري إخراجُ البراز من الجسم. الأعورُ هو جيب يشكل الجزء الأول من الأمعاء الغليظة. وهو الجزءُ الذي يصل بين الأمعاء الدقيقة والقولون. يُوضَع أنبوبُ فغر الأعور في المصران الأعور. ومن الممكن حقن السوائل عن طريق هذا الأنبوب من أجل تخفيف حالة الإمساك والسلس. وتُدعى هذه العملية باسم "الحُقنة التقدمية".
أسباب فغر الأعور
يُوضَع أنبوبُ فغر الأعور من أجل مساعدة الأطفال المصابين بالسلس المعوي. كما يُوضَع هذا الأنبوبُ لبعض المرضى البالغين أحياناً. السلسُ المعوي هو عدمُ القدرة على التحكُّم في عملية إخراج البراز. وهو ما قد يسبِّب حالات شديدة من الإمساك ومن عدم القدرة على ضبط عملية التبرز. وقد يكون ذلك مزعجاً ومحرجاً للمريض. من الممكن أن يُوضَع أنبوب فغر الأعور أيضاً في حال وجود عضلات لا تعمل على نحو سليم. ومن الممكن ِأن تكونَ هذه العضلات هي عضلات الشرج أو عضلات البطن. وقد يؤدِّي ذلك إلى فقدان الطفل القدرة على التحكُّم الطبيعي بحركة أمعائه. السنسنةُ المشقوقة هي حالة تُسبِّب وجود عيوب في الحبل الشوكي. كما يمكن أن تؤدِّي إلى السلس المعوي أيضاً. وغالباً ما تجري معالجةُ حالة السلس المعوي الناتجة عن السنسنة المشقوقة باستخدام فغر الأعور. إنَّ حَقنَ السوائل عن طريق الأعور باستخدام أنبوب فغر الأعور يمكن أن يكونَ مفيداً من أجل تخفيف الإمساك والسلس. وتُدعَى هذه العملية باسم الحُقنة التقدمية. لا يُوضَع أنبوبُ فغر الأعور إلاَّ في الحالات الشديدة من السلس المعوي. وتجري تجربةُ الطرق الأخرى في المعالجة قبل إجراء فغر الأعور عادة.
المعالجات البديلة
غالباً ما يكون ضبطُ حالة السلس المعوي ممكناً عن طريق إدخال تغييرات على النظام الغذائي للطفل. إن أنواع الطعام الغنيَّة بالألياف، كالعدس والحبوب الكاملة وبعض أنواع الفاكهة والخضار، يمكن أن تكونَ مفيدةً من أجل جعل حركة الأمعاء وإخراج البراز أكثر انتظاماً. المُليِّناتُ هي أدويةٌ يمكن أن تشجع حركة الأمعاء وإخراج البراز. كما أنَّ السوائلَ التي يجري إدخالُها إلى الأمعاء عن طريق الشرج يمكن أن تساعد على إفراغ الأمعاء من البراز أيضاً. من الممكن أن يلجأ مُقدم الرعاية الصحية إلى بعض أنواع المعالجة، كالارتجاع البيولوجي والتنبيه الكهربائي من أجل المساعدة على حالة السلس المعوي.
وضع أنبوب فغر الأعور
يجب أن يمتنعَ الطفلُ عن تناول الطعام الصلب مدة يومين قبل وضع أنبوب فغر الأعور. كما يجب الالتزامُ بتناول السوائل الصافية فقط. يُعطى الطفل مادَّة مُليِّنة فموية في الليلة التي تسبق العملية. وتكون هذه المادة على شكل قرص من الدواء يساعد الطفل على إفراغ أمعائه من البراز. قبلَ عملية وضع أنبوب فغر الأعور، يُجرَى تصويرٌ بالأشعة السينية. وصورةُ الأشعة السينية تساعد على رؤية ما إذا كانت أمعاء الطفل خالية من البراز. وإذا لم تكن خالية، فمن الممكن إعطاء الطفل قُرصاً مُليناً آخر قبلَ إجراء العملية. يجري وضعُ أنبوب فغر الأعور تحت التخدير العام. ويكون الطفل نائماً خلال العملية و لا يتذكَّر شيئاً عنها. يقوم الطبيبُ الجرَّاح بملء القولون بالهواء حتى يصبح الأعور، أي الجيب الموجود في الجزء الأول من الأمعاء الغليظة، منتفخاً. وبعد ذلك، يقوم مُقدم الرعاية الصحية بوصل الأمعاء بجدار البطن عن طريق الغرزات الجراحية. يقوم الجرَّاحُ بإدخال إبرة خاصة عبر جلد البطن حتى تصل إلى الأعور. ثمَّ يقوم بإدخال أنبوب فغر الأعور، أو القثطار، عبر هذه الإبرة. تتطلَّب عمليةُ وضع أنبوب فغر الأعور أن يبقى الطفل في مركز الرعاية الصحية مدَّة يومين أو ثلاثة أيام. وتستغرق هذه العملية ساعة من الزمن تقريباً.
المخاطر والمضاعفات
تعدُّ عمليةُ وضع أنبوب فغر الأعور عمليةً آمنة. لكن هناك مخاطر ومضاعفات كثيرة محتملة. ومع أنَّها مخاطر ومضاعفات مستبعدة الحدوث، لكن يمكن أن تحدث. ولذلك، يجب أن يعرفها المريضُ تحسُّباً لحدوثها؛ فمن خلال معرفتها، يمكن أن يصبح المريض وذووه أكثر قدرة على مساعدة مُقدم الرعاية الصحية على اكتشاف المضاعفات في وقت مبكر. تشتمل مخاطرُ عملية وضع أنبوب فغر الأعور على مخاطر متعلقة بالتخدير، وكذلك على مخاطر متعلِّقة بأي عملية جراحية بشكل عام. تشتمل مخاطرُ التخدير العام على ما يلي:
جرح الشفتين وتكسر الأسنان.
الصداع.
الغَثَيان أو التقيُّؤ.
مُشكلات التبوُّل.
التهاب الحلق.
للتخدير العام مخاطر أكثر جدية. وهي تشتمل على ما يلي:
النوبات القلبية.
عدوى الرئتين.
السكتات.
يتحدَّثُ طبيب التخدير مع أهل الطفل قبل العملية. و يسألهم عن الأدوية التي يتناولها الطفلُ حالياً. من الممكن أن تتشكَّلَ جلطات دموية في الساقين بسبب انعدام الحركة خلال العملية وبعدها. وتظهر هذه الجلطاتُ بعد أيام معدودة من العملية عادة. وهي تسبِّب ألماً وتورُّماً في الساق. من الممكن أن تنفصلَ الجلطات الدموية من الساق فتصل إلى الرئتين. وهناك يمكن أن تسبِّب قِصَر النفس وألم الصدر، وقد تسبب الوفاة أيضاً. يجب إبلاغُ مُقدم الرعاية الصحية فوراً إذا ظهرت على الطفل أعراض الجلطة الدموية. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدثَ قِصَر النفس من غير سابق إنذار. ويمكن أن يساعد النهوض من الفراش في أبكر وقت ممكن بعد العملية على تقليل خطر هذه المضاعفات. هناك مخاطر لأي عملية جراحية بشكل عام. وقد تشتمل هذه المخاطر على ما يلي:
النزف الذي يحدث خلال العملية أو بعدها. وقد يتطلب هذا النزف إجراء نقل دم.
العدوى، عميقاً أو على سطح الجلد.
الندبات الجلدية التي يُمكن أن تكون مُؤلمة أو قبيحة المظهر.
من الممكن أن تكونَ هناك أيضاً مخاطر ومضاعفات متعلِّقة بهذه العملية تحديداً. ومن الممكن أن تشتملَ المضاعفات المحتملة لعملية فغر الأعور على ما يلي:
النزف.
إصابة القولون.
العدوى في البطن.
بعد أن يعودَ الطفل إلى بيته، فإن من الضروري الاتصال بمُقدم الرعاية الصحية في حال ملاحظة ما يلي:
نزف أو خروج قَيح من أنبوب فغر الأعور.
علامات تشير إلى إصابة الجلد بالعدوى، كالاحمرار أو القيح.
ألم في البطن أو المعدة.
خروج أنبوب فغر الأعور من مكانه.
بعد الإجراء
يظل الطفلُ في المستشفى مدة يومين أو ثلاثة أيام بعد وضع أنبوب فغر الأعور، وذلك تجنُّباً لحدوث المضاعفات. وقد يكون الطفل في حاجة إلى العودة إلى المستشفى بعد أسبوع للتأكُّد من أنَّ الأنبوبَ موضوع بشكل صحيح. بعدَ أسبوع واحد، يصبح الطفل، أو أحد والديه، قادراً على إجراء الحُقنة التقدمية عن طريق أنبوب فغر الأعور، وذلك في البيت. لا يجوز أن يتناولَ الطفلُ طعاماً صُلباً قبل أن تعود حركة الأمعاء إلى طبيعتها. وهذا ما قد يستغرق عدَّةَ أيام.
الحقنة التقدمية عبر فغر الأعور
من الممكن إجراءُ الحُقنة التقدمية عبر أنبوب فغر الأعور في البيت. ومن الممكن إجراء ذلك من قِبَل الطفل نفسه أو أحد والديه أو الأشخاص الذين يقومون برعايته. ولهذه الحقنة قسمان اثنان:
الغسل بالغليسرين.
الغسل بالمحلول الملحي.
يساعد الغليسرين على حركة العضلات الموجودة في القولون والأمعاء. وأمَّا المحلول الملحي فهو يساعد على غسل الأمعاء وإخراج البراز منها. يجلس الطفلُ على كرسي المرحاض من أجل إجراء الحُقنة التقدمية. ويجري إدخالُ أنبوب آخر في أنبوب فغر الأعور لإطالتهِ. وبعدَ ذلك، يجري إدخالُ مزيج من الغليسرين والمحلول الملحي في هذا الأنبوب. ويعطي مُقدم الرعاية الصحية التعليمات اللازمة من أجل معرفة المقدار الذي يجب استخدامه من الغليسرين والمحلول الملحي. تكتمل عمليةُ الحُقنة التقدمية عندما ينتهي خروج البراز من أمعاء الطفل. وغالباً ما يستغرق الأمر ساعة تقريباً. وقد يكون من المفيد إلهاء الطفل بلعبة أو بكتاب خلال هذا الوقت. تجري إزالةُ أنبوب فغر الأعور الأصلي بعد شهرين من وضعه. ويُوضَع مكانه أنبوب أصغر منه يكون استخدامه أكثر سهولة. ويدعى هذا الأنبوب الجديد باسم "Chait Trapdoor®". ويجري تغييرُ هذا الأنبوب الجديد مرة واحدة أو مرَّتين في السنة.
الخلاصة
السلسُ المعوي هو عدم القدرة على ضبط عملية إخراج البراز من الأمعاء. وعندما يكون الطفلُ مصاباً بالسلس المعوي، فإن مُقدم الرعاية الصحية يمكن أن ينصحَ بمعالجته عن طريق فغر الأعور. تسمح عمليةُ فغر الأعور بإدخال الدواء عبر أنبوب في جانب بطن الطفل ليصل إلى الجزء الأول من الأمعاء الغليظة. ويدعى هذا الأنبوب باسم "أنبوب فغر الأعور". ويكون إدخال الدواء عن طريق الأنبوب من أجل المساعدة على تفريغ أمعاء الطفل من البراز. عندَ وضع أنبوب فغر الأعور، فإن الجراح يملأ القولون بالهواء إلى أن يصبح المصران الأعور منتفخاً. وبعد ذلك، يقوم الطبيبُ الجرَّاح بوصل هذا الجزء من الأمعاء بجدار البطن عن طريق استخدام الغرزات الجراحية. كما يقوم الجرَّاحُ بإدخال إبرة خاصة في الجلد لتصل إلى المصران الأعور. وبعدَ ذلك، يجري إدخالُ الأنبوب، أو القثطار، من خلال هذه الإبرة. من الممكن إجراءُ الحقنة عبر فغر الأعور في البيت. ومن الممكن إجراء ذلك من قِبَل الطفل نفسه أو أحد والديه أو الأشخاص الذين يقومون برعايته. ولهذه الحقنة قسمان اثنان:
الغسل بالغليسرين.
الغسل بالمحلول الملحي.
يساعد الغليسرين على حركة العضلات الموجودة في القولون والأمعاء. وأمَّا المحلولُ الملحي فهو يساعد على غسل الأمعاء وإخراج البراز منها. تعدُّ عمليةُ وضع أنبوب فغر الأعور عمليةً آمنة. لكن هناك مخاطر ومضاعفات كثيرة محتملة. ومع أنَّها مخاطر ومضاعفات مستبعدة الحدوث، لكن يمكن أن تحدث. ولذلك، يجب أن يعرفها المريض تحسُّباً لحدوثها؛ فمن خلال معرفتها، يمكن أن يصبح المريض وذووه أكثرَ قدرةً على مساعدة مُقدم الرعاية الصحيةعلى اكتشاف المضاعفات في وقت مبكِّر.


أخبار مرتبطة