تاريخ النشر 4 اغسطس 2008     بواسطة الدكتور عمر عبدالحميد ايوب     المشاهدات 201

مقالك حصانك

عاتبني الدكتور عمر أيوب، أخصائي أمراض المخ والأعصاب والموجود حاليا في مدينة فانكوفر بكندا، على مقالي هنا، الذي قلت فيه إنني لا أجد في نفسي الشجاعة للوثوق بالروبوت أو أي أداة تكنولوجية أخرى لتقوم مقام الجراح إذا ما استوجبت حالتي الصحية التدخل الجراحي، وكان عتابه في محله لأنه، وحسبما قال، هناك من
 يتأثرون ويثقون بما يقرؤون لأنهم يعتقدون ان الصحفيين والكتاب الصحفيين “فهمانين”.. شكرته على رسالة العتاب وحكيت له عن مقال لي عقب أول تجربة لي مع جهاز الرنين المغناطيسي، حيث قلت إنهم حشروني في قبر معدني وقيدوني حتى لا أتمكن من تحريك رقبتي ومعظم أجزاء جسمي.. ورغم أنهم وضعوا سدادتين في أذنيّ إلا أنني سمعت بوضوح أصوات مطارق تنهال على الجهاز الذي كنت محشورا فيه وكأنني قطعة محشي ورق عنب .. تصببت عرقا وأنا أتخيل نفرا من البتان العتاولة يحاولون تحطيم الجهاز بالمطارق والدريل (من أجمل تسمياته في الخليج “الورور”) .. حاولت قراءة ما تيسر من القرآن الكريم لبث الطمأنينة في نفسي ولكن شدة الخوف جعلتني عاجزا عن قراءة شيء سوى “الفاتحة”… على روحي .. بعدها بأيام اتصل بي استشاري المخ والأعصاب الذي أحالني الى التصوير بتلك الأداة العجيبة، وحكى لي كيف ان رئيس مجلس إدارة المستشفى، وهو طبيب بدرجة استشاري عانى من آلام في العنق وأعلى الظهر، فأحاله الى التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي.. وقف صاحب السعادة أمام الجهاز وقال: اللي قاله جعفر عن هذا الشيء صحيح.. وبصراحة ما بدهاش.. يعني لن تحشروني فيه.. وبعد أخذ ورد طلب منهم حقنة فاليوم مهدئة وتم تصوير جسمه، ثم اتصل بي ووصفني بالإرهابي .. وقال لي نفس ما قاله الدكتور أيوب ولكنه أضاف: الناس يتأثرون بتجارب الآخرين، ولو كنت أنا الطبيب صاحب الخبرة التي تفوق 30 سنة قد عشت في حالة من الرعب بسبب ما كتبته عن الرنين المغناطيسي فتخيل حال شخص من عامة الناس


أخبار مرتبطة