تاريخ النشر 29 مايو 2018     بواسطة الاخصائية اماني سعد بندر الضحيك     المشاهدات 4

بولُ الفراش

قد يكون بولُ الفراش bedwetting (السَّلس الليلي nocturnal enuresis) مثيراً للقلق والإحباط، لكن من الشائع لدى الأطفال أن يتبوَّلوا على الفراش ليلاً بشكل طارئ، وتنصرف المشكلةُ مع الوقت عادةً. بولُ الفراش شائعٌ في الأطفال الصِّغار، لكنه يقلّ مع زيادة عمر الطفل؛ مع أنَّ نحو 1 من كلِّ 100 شخص يستمرّ
ُ لديهم بولُ الفراش إلى ما بعدَ البلوغ. وهو أكثر شيوعاً بقليل لدى الأولاد منه لدى البنات.
متى يجب مراجعةُ الطبيب؟
لا يكون السَّلسُ الليلي مشكلةً حقيقيَّة إلاَّ عندما يبدأ بتشكيل عبء على الطفل أو الوالدين، ويندر أن يعدَّ ذلك مشكلةً لدى الأطفال بعمر أقلّ من 5 سنوات. والكثيرُ من العائلات أوَّل ما تسعى إلى طلب المعالجة عندما يؤثِّر بولُ الفراش في الحياة الاجتماعيَّة للطفل (للوقاية من الإحراج والانزعاج).
لا يُوصَى بالمعالجات الطبِّية للأطفال دون خمس سنوات من العمر عادةً (مع بعض الاستثناءات إذا كان الطفلُ يجد أنَّ بول الفراش مزعج جداً له، حيث لابدَّ من استشارة الطبيب).
أسبابُ بول الفراش
ليس هناك سببٌ واضح عادةً لبول الفراش عند الأطفال، وهو ليس خطأً من الطفل. كما أنَّ هذه الحالةَ تنتقل في العائلات في العديد من الحالات.
قد يكون بولُ الفراش لدى الطفل ناجماً عن:
إنتاج بول أكثر ممَّا يمكن للمثانة التكيُّف معه.
وجود مثانة مفرطة النَّشاط، أي لا تستطيع الإبقاء إلاَّ على كمِّية قليلة من البول.
النوم العميق بحيث لا يستجيب الطفلُ للإشارات الواردة من المثانة إلى الدِّماغ.
كثيراً ما يرتبط الإمساكُ ببول الفراش، لاسيَّما عندَ الأطفال الذي لا يبولون في الفراش كلَّ ليلة. وفي هذه الحالات، يمكن أن يحدثَ بولُ الفراش خلال الليل عندما لا يكون الطفلُ قد تغوَّطَ خلال النهار. وفي بعض الأحيان، تكون معالجةُ الإمساك هي ما يحتاجه الأمر لمعالجة بول الفراش. كما أنَّ عدمَ معالجة الإمساك تجعل أيَّ معالجة بول الفراش أكثرَ صعوبةً.
يمكن أن يُثارَ بولُ الفراش بالضائقة النفسية في بعض الأحيان، مثل الذهاب او الانتقال إلى مدرسة جديدة.
وفي حالاتٍ نادرة، قد يكون بولُ الفراش عرضاً لحالةٍ صحِّية كامنة، مثل السكَّري من النوع الأوَّل.
معالجةُ بول الفراش
تسعى الخطَّةُ الموصى بها عادةً إلى تجريب بضع تدابير أوَّلاً، مثل التقليل من كمٍّية السوائل التي يشربها الطفلُ في المساء، والتأكُّد من ذهابهم إلى الحمَّام قبل النوم.
كما أنَّ من المهمِّ طمأنةُ الطفل بأنَّ كلَّ شيء يجري على ما يُرام؛ ولا يفيد توبيخُه أو معاقبتُه بسبب تبوُّله ليلاً على الفراش، لأنَّ ذلك لا يساعد على حلِّ المشكلة، بل يمكن أن يُفاقمَها. ومن المهمَّ التعاطفُ معه، وإخبارُه بأنَّه سيتحسَّن.
إذا لم تأتِ هذه التدابيرُ وحدَها بنتيجة جيِّدة، يُوصى باستعمال جهاز تنبيه لبول الفراش، وهو وسائدُ حسَّاسةٌ للرطوبة يرتديها الطفلُ فوق ثيابه الليلية، وتصدر صوتاً تحذيرياً عندما يبدأ الطفل بالتبوُّل. وبمرور الوقت، يتدرَّب الطفلُ على الاستيقاظ بمجرَّد امتلاء المثانة. وإذا لم تنفع هذه الوسيلةُ، يمكن استعمالُ دواء يُسمَّى ديسموبرسِّين desmopressin أو أوكسيبوتينين oxybutinin.
يستجيب معظمُ الأطفال جيِّداً للمعالجة، مع أنَّ بولَ الفراش يعود مؤقَّتاً في بعض الأحيان.
بولُ الفراش عنَ البالغين
يستمرّ بولُ الفراش عندَ 1 من كل 100 شخص إلى ما بعدَ البلوغ، في حين لا تبدأ هذه المشكلةُ إلاَّ عند البالغين أحياناً. ويتطلَّب ذلك الإحالةَ إلى الاختصاصيّ عادة، مثل طبيب الأمراض البوليَّة.


أخبار مرتبطة