تاريخ النشر 3 اغسطس 2017     بواسطة الدكتور عزيز عبيد السهيمي     المشاهدات 201

حب الشباب

من امراض الجلد الشائعة في فترة المراهقة ويمكن أن تظهر للمرة الأولى، أيضا، أو أن تتفاقم أكثر في فترة منتصف العمر، لأسباب غير مفهومه. التقلبات التي تحدث في الهورمونات المصاحبة لفترة الحيض أو سن اليأس تجعل السيدات أكثر عرضة للإصابة بحب الشباب. ينتج حب الشباب عن تغيرات في بطانة حويصلات الشعر مما ي
جعل الحويصلة تصاب بالانسداد بمادة زيتية شمعية تعرف بالزهم. هذه العملية يتم تحفيزها بواسطة هورمونات ذكرية تعرف بالاندروجينات. ومع ذلك فهذه الهورمونات ليست هي السبب في ظهور حب الشباب.
أعراض حب الشباب
رؤوس بيضاء (غدد دهنية مسدودة) رؤوس سوداء (غدد دهنية مفتوحة) بثور (نتوءات حمراء منتفخة) قد تحتوى على صديد، أحيانا.
علاج حب الشباب
الكثير من طرق علاج امراض الجلد متوفرة ومتاحة الآن. إن كنت تعاني من حب الشباب بدرجة غير بسيطة وبدون التهاب، فالعلاج بواسطة دهان أو كريم يحتوى على البنزويل بيروكسايد سوف يُبقي المسام مفتوحة ويقلل من نمو البكتريا. الدهانات والكريمات أو أنواع الجل التي تحتوي على حمض السالسيليك أو الكبريت لا تمنع ظهور حب الشباب لكنها تسبب جفاف حبوب الشباب الموجودة وتقشّرها.
المضادات الحيوية الموضعية ـــــ اريثرومايسين، كليندامايسين وغيرها ـــــ تقتل البكتريا وهي متوفرة ويمكن الحصول عليها بوصفة طبية. وهكذا أيضا المضادات الحيوية التي تعطى عن طريق الفم، والتي هي أكثر فاعلية. هذان النوعان يقضيان على البكتريا البروبيونيه المسؤولة عن تكوين حب الشباب.
الرتينويدات، التي يمكن الحصول عليها بواسطة وصفة طبية، هي من مشتقات فيتامين أ وتستخدم بشكل شائع وفعال لمعالجة حب الشباب. فهي تُحدث الكثير من التغيرات في خلايا الجلد للحد من تكوين البثور. وتصبح الرتينويدات أكثر فاعليه عند استخدمها مع مضادات الميكروبات ـــــ سواء المضادات الحيوية أو البنزويل بيروكسايد. فاستخدام الرتينويدات بالإضافة إلى مضاد الميكروبات يعتبر أفضل من استخدام أحدهما بشكل منفرد. وتريتونين (ريتين أ، رينوفا) هو أشهر الرتينويدات المستخدمة لعلاج حب الشباب، لكنه قد يسبب تهيج البشرة. ويتوفر التريتونين بصورة مغلفه أقل إثارة لتهيج الجلد. والتريتونين مع دواءين مشابهين له، هما ادابالين و تازاروتين، يمكن الحصول عليها  فقط بواسطة وصفة طبية. وهناك علاج آخر هو حمض الازاليك، وهو مضاد للبكتريا لحالات حب الشباب البسيطة حتى المتوسطة.
أقوى أنواع الرتينويدات هو ايزوتريتينوين (اكوتاني) الذي يفضل استخدامه عن طريق الفم، أكثر من الاستخدام الموضعي. ايزوتريتينوين فعال جدا في معالجة حالات حب الشباب الشديدة، لكن له بعض الآثار الجانبية، مثل جفاف الجلد وتشقق الشفتين. وهناك أيضا بعض الآثار الجانبية الأقل شيوعا مثل زيادة الحساسية للشمس وآلام العضلات والمفاصل والصداع وتقصف الشعر وضعف الرؤية الليلية. هذا الدواء معروف أيضا بأنه يسبب بعض العيوب الخلقية، لذا يمنع استخدامه خلال فترة الحمل. وقد أصيب بعض المرضى الذين كانوا يتعاطون الايزوتريتينوين بمشاكل نفسية، منها الاكتئاب، كما ظهر لدى بعضهم، في حالات نادرة، سلوك انتحاري. وكإجراء وقائي، وضعت الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة بعض القيود لوصف الايزوتريتينوين. فالأطباء ملزمون بتسجيل المرضى في قاعدة بيانات قومية وبأن يجروا للمرضى فحوصات شهريه، مجددين بيانات التسجيل في كل زيارة.
الكثير من السيدات ــــ حتى نسبة 60%، وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض الجلدية ـــــ لا يستجبن للعلاج الروتيني أو يكتشفن، مع مرور الوقت، أن الأدوية التي يستخدمنها غير فعاله. ونتيجة لذلك، أصبح الايزوتريتينوين خيارا أكثر شيوعا، بالرغم من سلبياته.
ويصح هذا الكلام بالنسبة للعلاج الهرموني، أيضا. فحبوب منع الحمل التي تحتوي بصفه رئيسيه على هورمون الاستروجين فعاله في معالجة السيدات المصابات بحب الشباب. والأنواع التي تحتوى على خليط من هرموني الاستروجين والبروجيستين تؤدي إلى تقليل مستويات الاندروجين. بعض التأثيرات غير المرغوب فيها تشمل الغثيان، الصداع وآلام الثديين، ولكن حبوب منع الحمل قد تساعد على التقليل من فقدان (كثافة) العظام وتقليل فرصة الإصابة بسرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم. والعقار المضاد للاندروجين (سبيرونولاكتون) يمكن أن يضاف أو يستخدم بمفرده إذا كانت حبوب منع الحمل غير فعالة.
السيدات اللواتي تعانين من ارتفاع في ضغط الدم أو سبق وتعرضن للإصابة بسكتة دماغيه أو جلطه دمويه أو سرطان الثدي أو الرحم؛ والمدخنات اللواتي تزيد أعمارهن عن 35 سنة يجب عليهن الامتناع عن تناول حبوب منع الحمل. أما البدائل فتشمل، بشكل أساسي، سبيرونولاكتون الذي يستخدم مع مضادات حيوية أو بمفرده. كما أن العلاجات الضوئية والعلاج بالليزر هي فعالة، أيضا، في معالجة حب الشباب أو الندبات الناتجة عنه.
بالنسبة لأصحاب البشرة السوداء، يفضل استخدام الرتينويدات والمضادات الحيوية. ولكنها قد تكون مهيجه للجلد وتصيبه بالجفاف وتؤدي إلى تغيرات دائمة في صبغة الجلد بسبب التهاب الجلد التماسى. لتجنب حدوث هذا الأثر الجانبي، يجب البدء باستخدام كريم بتركيز قليل أو في صورة جل. وبدلا عن ذلك، يمكن استخدام الكريم أو الجل كل ليلتين مع زيادة الجرعة بشكل تدريجي في فترة زمنيه تمتد من أربعة إلى ستة أسابيع. والمضادات الحيوية الموضعية، مثل اريثرومايسين وكليندامايسين، شائعة الاستخدام، بالإضافة إلى البنزويل بيروكسايد، لتجنب حدوث مقاومة ضد المضادات الحيوية. ويوصي الخبراء بالبدء باستخدام تركيزات قليله في شكل جل مائي. ومن العلاجات الموضعية المفيدة أيضا كريم حمض ازالايك 20% وجل دابسون 5%. والمقشرات الكيميائية السطحية هي أيضا من العلاجات الفعالة. وأيا كان نوع العلاج الذي ستستخدمه، فقد تود إضافة عنصر مزيل للصبغة لتجنب الاسوداد الناتج عن حب الشباب. كما ينبغي أن تتذكر، أيضا، أنه يجب ارتداء واق من الشمس عند التعرض لأشعتها، وذلك لتجنب تفاقم مشكله الاسوداد المرتبط بحب الشباب.
قد يكون للعلاج الضوئي والعلاج بالليزر دور هام في معالجة حب الشباب يوما ما، لكن حتى الآن هناك القليل من الأبحاث في هذا المجال التي تدعم استخدامهما. هناك دراسة أجريت في العام 2008 قامت بفحص بيانات لـ 19 تجربة تشمل 587 مريضا رجحت أن العلاج الضوئي ـــــ خاصة الديناميكا الضوئية، التي تجمع ما بين الاستخدام الموضعي لمحسس الضوء والتحفيز، إما بالتعرض للضوء أو لطاقة الليزر ــــــ قد يكون فعالا في معالجة حب الشباب على المدى القريب. إحدى هذه التجارب بينت أن العلاج بالديناميكا الضوئية كان أكثر فاعلية عندما اقترن بعلاج ضوئي غير الليزر معروف بـ "نبضات الضوء المكثف" (راجع: "تجديد الشباب بنبضات الضوء المكثف"). لكن الكثير من هذه الدراسات غير مصمم بطريقه جيدة، لذا فإن هنالك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والتجارب.
في العام 2009، قام باحثون في المملكة المتحدة بتحليل نتائج 25 تجربة أجريت على 694 مريضا فوجدوا أن العلاجات المتعددة بالضوء الأزرق والضوء الأزرق الأحمر وأشعة الليزر تحت الحمراء هي أكثر فاعلية من العلاجات الضوئية الأخرى في معالجة حب الشباب. وأظهرت أبحاث أخرى أن علاجات الديناميكا الضوئية هي فعالة أيضا. ومع ذلك، أظهرت إحدى الدراسات إن التحسن في الحالات المرضية ليس أفضل منه لدى استخدام جل ادابالين 1%. وعلاوة على ذلك، وجد الكثير من المرضى أن الأعراض الجانبية للعلاج بالليزر غير مقبولة.
قد يكون العلاج بالليزر أكثر فاعلية في معالجة الندبات الناتجة عن حب الشباب، من معالجة حب الشباب نفسه. وقد أجريت دراسة حول استخدام الليزر في الجراحة والطب، أجريت على 13 شخصا يعانون من حالات الندبات الناتجة عن حب الشباب تتراوح حالاتهم ما بين المتوسطة والشديدة ونشرت نتائجها في آب 2008 . وأظهرت هذه الدراسة أن اثنين أو ثلاثة من العلاجات بليزر ثاني أكسيد الكربون المجزأ ساهمت في تحسن بنسبة 26% إلى 50 % من تركيبة الجلد، إذ أصيبت بأعراض جانبيه قليلة. وأحرز جميع المرضى تحسنا كبيرا في عمق الندبات يتراوح بين 43% إلى 80%. (لمزيد من المعلومات عن العلاج بالليزر راجع: "طرق العناية بالبشرة بمساعدة إجراءات الليزر").


أخبار مرتبطة