تاريخ النشر 29 اغسطس 2016     بواسطة الدكتور ثامر فهد المبكي     المشاهدات 201

اضطرابات اللسان

تشتملُ أمراضُ ومشاكل اللسان على الشعور بالألم أو حدوث تورُّم أو تغيُّر في مظهر اللسان. يتكوَّن اللسانُ بشكلٍ رئيسيٍّ من العضلات، ويكون مُغطَّىً بغشاءٍ مُخاطي، وتنتشر حُليماتٌ صغيرة على كامل سطحه العلوي. توجد براعمُ التَّذوُّق taste buds بين الحُليمات، وهي التي تُمكِّنُ الشخصَ من التَّذوُّق.
يقوم اللسانُ بتحريك الطعام للمساعدة على مضغه وبلعه.
يقوم اللسانُ بالمساعدة على نطق الكلمات أيضاً.
هناك العديدُ من الأسباب التي تقف وراء التغيُّرات الحاصلة في وظيفة ومظهر اللسان.
اضطرابات حركة اللسان
تنجم اضطراباتُ حركة اللسان غالباً عن حدوث ضررٍ عصبيٍّ. وقد تنجم في حالاتٍ نادرةٍ عن قصر لِجام اللسان (الرباط النسيجي الذي يصل بين أسفل اللسان وقاع الفم). وهو ما يُسمَّى بالتصاق اللسان Ankyloglossia.
قد تؤدِّي اضطراباتُ حركة اللسان إلى ما يلي:
مشاكل في الرضاعة الطبيعيَّة عند الأطفال حديثي الولادة.
صعوبة تحريك الطعام في أثناء المضغ والبلع.
مشاكل في النطق.
مشاكل حاسَّة التذوق
قد تنجم اضطراباتُ حاسَّة التذوق عن سببٍ أو أكثر مما يلي:
تأذّي براعم التَّذوُّق.
مشاكل عصبيَّة.
آثار جانبيَّة لبعض الأدوية.
الإصابة بعدوى، أو حالة أخرى.
يتحسَّسُ اللسانُ عادةً المذاق الحلوَ والمالحَ والحامضَ والمُرّ. بينما يكون تحسُّسُ المذاقات الأخرى في الواقعِ من وظيفة حاسَّة الشم.
ازدياد حجم اللسان
يحدثُ تورُّمُ اللسانِ عند الإصابة بإحدى الحالات التالية:
ضخامة النهايات Acromegaly.
الدَّاء النشواني Amyloidosis.
متلازمة داون.
الوذمة المُخاطيَّة Myxedema.
الورم العضلي المُخطَّط Rhabdomyoma.
متلازمة بادر ويلي Pader Willi Syndrome.
قد يزداد عرضُ اللسان عند الأشخاص الذين فقدوا أسنانهم، ولا يستعملون أطقم الأسنان الصناعيَّة.
ويمكن أن يحدثَ تورُّمٌ مفاجئٌ في اللسان كردَّة فعلٍ تحسُّسيَّة أو كأثرٍ جانبيٍّ لبعض الأدوية.

تغيُّرات لون اللسان
يمكن للسان أن يتغيَّرَ لونُه عندَ إصابته بالالتهاب، حيث إنَّ الالتهابَ يؤدِّي إلى فقدان الحليمات اللسانية، ممَّا يعطي اللسان مظهراً أملس. ويُعَدُّ اللسانُ الجغرافي Geographic tongue شكلاً مُبقّعاً من التهاب اللسان، حيث يتغيَّرُ مكانُ الالتهاب ومظهر اللسان من يوم لآخر.
طلاوة الفم (الطَّلَوان) Leukoplakia. تُسبِّبُ هذه الحالةُ نموَّاً مُفرطاً للخلايا في بطانة الفم، ممَّا يؤدِّي إلى تشكّل بقع بيضاء داخل الفم، بما في ذلك اللسان. ورغمَ أنَّ هذه الإصابةَ ليست خطرةً بحدِّ ذاتها، إلاَّ أنَّها قد تكون مؤشِّراً على بداية الإصابة بالسرطان. لذلك، فمن الضروري تحرّي سبب ظهور البقع البيضاء على اللسان. يمكن أن تظهرَ الطلاوة عند تخريش اللسان بشكل أو بآخر، كما تظهر عند المدخِّنين.
السُّلاَق الفَمَوي Oral thrush. يُعرَفُ أيضاً باسم داء المبيضَّات Candidiasis، وهو عدوى بالخمائر تحدث داخل الفم، وتظهر الحالةُ على شكلٍ بقعٍ بيضاء على سطح الفم واللسان. تشيع هذه الحالةُ عند الأطفال وكبار السن، وخصوصاً عند من يستعملُ أطقم الأسنان (البِدلات السنِّية)، أو عند الأشخاص الذين يُعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة. وكذلك عند مرضى السُّكَّري وعند الأشخاص الذين يستعملون الستيرويدات عن طريق الاستنشاق لعلاج الربو أو أمراض الرئة. كما يزداد احتمالُ حدوثها بعدَ استعمال المُضادَّات الحيويَّة التي قد تقضي على الجراثيم "المفيدة" في الفم. وقد يساعد تناولُ لبن الزبادي العادي المُحتوي على مستنبتات جرثوميَّة حيَّة وفعَّالة على استعادة الجراثيم المناسبة لجوف الفم.
الحَزاز المُسَطَّح الفموي Oral lichen planus. هو شبكةٌ من الخطوط البيضاء المرتفعة على سطح اللسان، والتي تشبه القماش المُطرَّز. وغالباً ما تبقى هذه الحالةُ مجهولة السبب، وتزول من تلقاء نفسها في كثيرٍ من الأحيان. ينبغي بشكل عام الاهتمام بصحة الأسنان وتجنُّب التدخين والتقليل ما أمكن من تناول الأطعمة المخرِّشة للفم.
اللسان المُشعَّر
يُعَدُّ اللسانُ المُشعَّر Hairy tongue حالةً غيرَ ضارة، يبدو فيها اللسانُ مُشعراً أو فرويَّاً. ويزول الاضطرابُ باستعمال المضادَّات الحيويَّة عادةً.
اللسان الأسود
يتحوَّل لونُ السطح العُلوي للسان أحياناً إلى اللون الأسود أو البني. وعلى الرغم من أنَّ ذلك قد يبدو بشعاً جداً، إلاَّ أنَّ الحالة غير ضارَّة.
ألم اللسان
قد يشعرُ الشخصُ بالألم عند الإصابة بالتهاب اللسان Glossitis أو باللسان الجغرافي. وقد يُشعَرُ بالألم أيضاً في الحالات التالية:
الاعتلال العصبي السُّكَّري Diabetic neuropathy.
الطلاوة الفمويَّة Leukoplakia.
قرحات الفم Mouth ulcers.
سرطان الفم.
تشعر بعضُ النساء اللواتي دخلن في سن اليأس بحرقة مفاجئة في اللسان. وهو ما يُسمَّى بمتلازمة اللسان الحارق Burning tongue syndrome أو حُرَاقُ اللسان الغامضة Idiopathic glossopyrosis. ولا يتوفَّر علاجٌ مُحدَّد لمتلازمة اللسان الحارق، ولكنَّ يمكن لمركَّب الكبسايسين Capsaicin (المُكوِّن الذي يُعطي الفلفل المذاق الحار) أن يساعدَ على تسكين أعراضه قليلاً .

أسباب مشاكل اللسان
تُعدُّ حالاتُ العدوى أو التخريش السببَ الأكثرَ شيوعاً لحدوث تقرُّحات اللسان. وقد تحدثُ تقرُّحاتٍ مؤلمة عند الإصابة بجروح أو رضوض في اللسان، كما يحدث عند عضُّ اللسان. ومن جهة أخرى فإنَّ من شأن التدخين بشراهة أن يُخرّش اللسانَ ويجعلهُ مؤلماً.
تُعدُّ القرحةُ الفيروسيَّة على اللسان أو أي مكانٍ آخرَ من الفم إصابةً شائعةً. وتُسمَّى بقارحة الفم Canker sore ويمكن أن تظهرَ من دون سببٍ معروف.
الأسبابُ المُحتمَلة للشعور بألم اللسان :
فقر الدم.
السرطان.
أطقم الأسنان الصناعيَّة التي تهيُّج اللسان.
الحلأ أو الهربس الفموي Oral herpes (القرحات).
الألم العصبي Neuralgia.
ألم الأسنان واللثة.
ألم القلب.
الأسباب المُحتمَلة لحدوث رجفة أو ارتعاش اللسان:
اضطراب عصبي.
فرط نشاط الغدَّة الدَّرقيَّة.
الأسباب المحتملة للسان المُبيَض :
التهيُّج الموضعي.
التدخين والكحول.
الأسباب المُحتملة للسان الأملس:
فقر الدم.
نقص فيتامين B12.
الأسباب المحتملة لاحمرار اللسان (يتراوح بين الوردي إلى البنفسجي المُحمر):
نقص حمض الفوليك وفيتامين B12.
داء البيلاغرة Pellagra (نقص فيتامين B3 وفيتامين PP).
فقر الدم الوبيل Pernicious anemia.
متلازمة بلومر- فنسون Plummer-Vinson syndrome.
الذَّرَب sprue أو إسهال البلاد الحارة (مرض يُصيب الأمعاء الدقيقة مُسبِّباً سوء امتصاص الغذاء، يتميَّز بحدوث تقرُّحات فمويَّة والتهاب مزمن في الأمعاء).
الحمَّى القرمزيَّة Scarlet fever.
متلازمة كاوازاكي Kawasaki syndrome.
اللسان الجغرافي Geographic tongue.
الأسباب المُحتملة لتورُّم اللسان:
ضخامة النهايات Acromegaly.
ردَّة فعل تحسُّسيَّة للطعام أو للدواء.
الدَّاء النشواني Amyloidosis.
الوذمة الوعائيَّة العصبيَّة Angioedema.
مُتَلاَزِمَةُ بيكوث (ضخامة الجسم والأحشاء الوراثية) Beckwith syndrome.
سرطان اللسان.
صِغر الفك الخلقي Congenital micrognathia.
متلازمة داون Down syndrome.
قصور الغدَّة الدَّرقيَّة.
العدوى.
ابيضاض الدم Leukemia.
الورم الوعائي اللمفي Lymphangioma.
الورم الليفي العصبي Neurofibromatosis.
داء البيلاغرة (نقص فيتامين B3 وفيتامين PP) Pellagra.
فقر الدم الوبيل Pernicious anemia.
عدوى جرثوميَّة بالعقديات Strep infection.
ورم الغدَّة النُّخاميَّة.
الأسباب المُحتَملة للسان المُشعَر:
الإيدز.
العلاج بالمُضادَّات الحيويَّة.
شُرب القهوة.
الأصبغة المُستَعملة في الأدوية والمواد الغذائيَّة.
الحالات الطبيَّة المُزمنة.
الإفراط في استعمال الغسولات الفمويَّة المُحتوية على مواد مؤكسدة أو قابضة.
تعرُّض الرأس والعنق للأشعَّة.
تدخين التبغ.
هذه الحالةُ ليست شائعة، ويزداد احتمالُ الإصابة بها عند الأشخاص الذين لا يهتمُّون بصحة الفم جيِّداً. كما يكون الأشخاصُ، الذين يستعملون المُضادَّات الحيويَّة أو يتلقَّون العلاج الكيميائي أو المصابون بالدَّاء السُّكَّري، أكثرَ عُرضةً للإصابة باللسان الأسود المُشعِر.
الرعاية المنزليَّة
يُساعد الاهتمامُ بنظافة الفم على علاج اللسان المُشعِر واللسان الأسود. وينبغي الاهتمام باتِّباع نظامٍ غذائيٍّ متوازن، كما تُشفى قرحات الفم غالباً من تلقاء نفسها.
ينبغي مراجعةُ طبيب الأسنان إذا سبب أحدُ التركيبات السنية حدوث مشكلة في اللسان.
يمكن لمضادَّات الهيستامين أن تُساعدَ على تخفيف تورُّم اللسان النَّاجم عن الحساسيَّة. وينبغي تفادي تناول الطعام أو استعمال الدواء الذي يُسبِّبُ تورُّمَ اللسان.
متى ينبغي الاتِّصال بالطبيب
يجب مراجعةُ الطبيب في حال لم تتحسَّن الإصابة في اللسان. كما ينبغي الحصول على الرعاية الطبيَّة الفوريَّة إذا تورّم اللسان وأعاق تنفُّسَ المريض.
قد يكون من الضروري إجراء فحوص مخبرية عن طريق أخذ عينات دمويَّة أو خزعات نسيجية من اللسان، وذلك بهدف التحرّي عن إصابات أخرى.
يعتمد العلاجُ على معرفة سبب حدوث المشكلة في اللسان. وتشتمل العلاجات المُمكنة على ما يلي:
إذا تسبَّبَ الضَّررُ العصبيُّ في إحداثِ مشكلةٍ في حركة اللسان، فينبغي علاج هذه الحالة. وقد يكون من الضروري تقديم العلاج لتحسين الكلام والبلع.
قد لا يكون ضروريَّاً علاجُ حالة التصاق اللسان، ما لم تكن هناك مشاكلٌ في الكلام أو في البلع. وفي هذه الحالة يمكن لعملية جراحية بسيطة أن تحلَّ المشكلة.
يمكن وصفُ دواءٍ لعلاج قرحات الفم والطلاوة الفمويَّة Leukoplakia وسرطان الفم وقروح الفم الأخرى.
قد توصَفُ الأدوية المُضادَّة للالتهاب لعلاج التهاب اللسان Glossititis واللسان الجغرافي.


أخبار مرتبطة