تاريخ النشر 22 اغسطس 2016     بواسطة الدكتور وزان صالح الجهني     المشاهدات 201

الطعوم العظمية

يَغرسُ الطُّعم العَظمي النسيج العظمي. ويستخدمُ الجراحون الطّعوم العظميّة بهدف ترميم وإعادة بناء العظام المريضة في الوركين والركبتين والعمود الفقري وفي عظام ومفاصِل أخرى أحياناً. ويمكنُ للطُّعوم أيضاً أن تُرمّم الخسارة العَظميّة الراجعة لبعض أنواع الكسور أو السَّرطانات. وتُؤمِّنُ الطّعومُ العظمي
ّة، في حال قُبول الجسم لها، هيكلاً لنمو عظمٍ جديدٍ قابِل للحياة. إذا كان العظمُ المزروع آتياً من شخص آخر، فسيُسمَّى ذلكَ بالطُّعم الخَيفي. تأتي مُعظم الطُّعوم العظمية الخيفية من مُتبرّعين ميتين، وتتحرى بنوكُ الأنسجة هؤلاء المُتبرعين وتُطهِّرُ هذا العظم المُتبرَّع به وتفحصه للتأكُّد أن استعماله آمن. بينما إذا كان العظم المزروع آتٍ من جزء آخر من جسم المريض، فسيُسمَّى ذلك بالطُّعم الذّاتي. يأتي الطُّعم العظمي الذّاتي غالباً من الأضلاع أو الوركين أو الرجل. 
مقدمة
الطُّعمُ العَظمي هو زرع لنسيج عظمي، وهو يُعطي في حال قبول الجسم له هيكلاً لنموّ عظم جديد قابل للحياة. يمكنُ للطُّعوم العظميّة أن تُرمّم وتُصلح العظامَ المريضة. كما يمكنُ للطُّعوم أن تُرمّمَ الخسارة العظميّة الناجمة عن بعض أنواع الكُسور أو السرَطانات. ويمكنُ للطُّعم العَظمي في بعض الأحيان أن يُستخدَمَ لبناء عظمٍ عبر المِفصل لمنع المِفصل من التحرُّك ثانية. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية الطُّعوم العظميَّة. وهي تُغطي أسباب إجراء الطُّعوم العَظميَّة والمخاطِر والمُضاعفات الممكنة لها. كما تتناولُ ما يمكن توقّعه قبل الإجراء وفي أثنائه وبعده. 
العظام
تُساعدُ العظامُ الإنسانَ على الحركة، وتعطيه شكله وتدعمُ جسمه. وتساعدُ العضلاتُ العظامَ على التحرك مجتمعة. العظمُ هو نسيج حي، وهو يتألف من:
النسيج العظماني.
النسيج الغضروفي.
نسيج ليفي.
يكونُ النسيجُ العظماني مُكتنزاً، وهو يُشكّلُ الطبقة الصلبة الخارجيّة للعظم. يوجدُ نسيجٌ قوي ومرن اسمه الغضروف على كل نهاية للعظم. وهو يعملُ كوسادة. النسيج الليفي هو نسيج يُشبه الخُيوط، وهو يُغطي السطح الخارجي للعظم. تملكُ الكثيرُ من العظام فراغاً في مُنتصفها. وهذا الفراغ يُسمَّى بجوف النقي. تتكوُّن العظامُ أيضاً من نقي العظم. ونقي العظم هو نسيج رخو وإسفنجي يوجدُ في تجويف النقي، وهو مركز مُعظم العظام. يحوي بعضُ نقي العظم خلايا تصنِّعُ كُريات الدم الحمراء وكُريات الدم البيضاء والصّفيحات. هناكَ نوعان من الخلايا في العظم: بانيات العَظم وناقِضات العظم. تصنعُ بانيات العظم عظماً جديداً، بينما تُخرّبُ ناقضات العظم العظم القديم. وتحدثُ هذه العملية بشكلٍ متواصل في الأجسام. يتشكّلُ عظمٌ جديد أكثر في أثناء الطفولة مما يتخرب العظم القديم. وبعدَ نحو عمر العشرين، قد يخرب الجسمُ العظمَ القديم أكثر من تشكيل عظم جديد. 
مبررات إجراء الطعم العظمي
هناكَ العديدُ من المُبرّرات لإجراء الطُّعم العظمي. أحد الأسباب هو ترميم العظام المُصابة أو المكسورَة التي لا تلتئم. ويتمثّلُ سببٌ آخر لزرع الطُّعم العظمي في ترميم العظام التي تَضعفُ بسبب الخسارة العظميّة، حيثُ يمكن لهذا أن يُقوِّي العظم. كما يُمكنُ الاستفادة من الطّعوم العظميّة بهدف دَمْج المفاصل ببعضها بعضاً. ويمنع ذلك حركة تلك المَفاصل ويُعطيها ثباتاً. تُستخدَمُ الطّعوم العظميّة في الكثير من الحالات لتعبئة الأحياز الفارغة. ويمكنُ لمثل تلك الأحياز أن تحدثَ بفعل:
إجراء جراحي.
تَشوُّه.
مَرَض.
إصابة.
يمكن استعمالُ الطّعوم العظميّة في أي مكان من الجسم؛ فمثلاً يمكنُ وضع الطّعوم العظميّة لترميم العظام في:
الوركين.
الركبتين.
الفم.
العمود الفقريّ.
المعالجات البديلة
تعتمدُ المُعالجات البديلة للطعوم العظميّة على الحالة التي تُعالَج. تُستخدَمُ الطّعومُ العظميّة لإعادة بناء وترميم العظام التالفة أو المريضَة. ويُمكن الاستفادَةُ من مُعالجات أخرى بدلاً من الطّعوم العظميّة لترميم مثل تلك العظام. يمكنُ علاجُ الفقد العظميّ باستخدام:
النظام الغذائي الذي يحوي الكالسيوم والفيتامين D ومكملات الكالسيوم الغذائية.
الأدوية.
كما يمكن أن تتضمّن مُعالجة العظام التالفة أو المريضة ما يلي:
المعالجة الفيزيائية لبناء القوّة العضلية.
أنواع أخرى من الجراحة لتقوية العظام وتصحيح التشوّه.
قد تتضمّن الجراحةُ تركيب صفائح أو مَسامير أو براغي لتثبيت العظم التالف أو المَكسور. كما يُمكن تركيب أسطوانة أو جبيرة. 
قبل الإجراء
سيقرّرُ الجراحُ قبلَ الإجراء أيَّ نوع من الطعم العظمي سوفَ يستخدم. والنوعان المختلفان من الطُّعوم العظمية هما:
الطُّعم الخَيفي.
الطُّعم الذّاتي.
الطُّعم الخَيفي هو عندما يُغرَسُ عظمٌ أو نسيجٌ آتٍ من جسم شخصٍ آخر. ويأتي مُعظمُ عظم الطُّعم الخَيفي من متبرعين ميتين. وتتحرى بنوكُ أنسجة هؤلاء المُتبرعين وتُطهِّرُ هذا العظم المُتبرَّع به وتفحصه للتأكُّد من أن استعماله آمن. الطُّعم الذّاتي هو عندما يُزرَعُ عظمٌ أو نسيجٌ آتٍ من جزء آخر من الجسم. يأتي عظم الطُّعم الذّاتي غالباً من الأضلاع أو الورك أو الرجل. عظم الطُّعم الذّاتي هو الأكثر أماناً في الاستعمال بسبب انخفاض خطورة أنتشار الأمراض. كما أنّه يُقدّمُ فُرصةً أفضل للقبول والفعالية في مكان الزرع؛ إلا أنَّ هناك حاجة لمكان جراحي إضافي وإجراء شق لسحب عظم الطُّعم الذّاتي. يُمكن استخدامُ مادة عظميّة بديلة في بعض الأحيان، ويُصنَعُ هذا البديل من موادّ من صُنع الإنسان. يعملُ العظمُ الذي يُوضَعُ في الجسم في كلّ تلك الحالات على شكل منصّة لتشكّل عظم جديد. ومع تشكّل العظم الجديد، يُمتَصُّ الجسم الطعم ذاته، ولهذا لا يَكون هناك مَشاكل رَفض للطعم العظمي. يمكنُ التحدُّثُ مع الجرَّاح قبل الإجراء لمعرفة أي نوع من الطّعوم العظميّة سوف يُستخدم. كما يمكن السؤال عن منافع ومخاطر كل نوع من الطّعوم العظميّة. قد يجري المريضُ فحوصاً قبل الإجراء، مثل الفحوص الدموية. وتُساعدُ تلك الفحوص على التأكُّد من أنَّ المريضَ في صحّةٍ كافية لإجراء الجراحة. يجب الاتفاقُ مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء كي يصحب المريض إلى منزله من المرفق الجراحي، فهو لن يكون قادراً على القيادة بنفسه. يمكن سؤالُ مُقدّم الرعاية الصحية عن المزيد من التوجيهات الخاصة، من مثل ما هي الأدوية التي يمكن تناولها قبلَ الجراحة. كما يجب السُؤال عن متى يجب التوقّف عن الأكل أو الشرب قبل الجراحة. 
الطعم العظمي
يُجرى الطُّعمُ العَظمي تحتَ التخدير العامّ، وهذا يعني أنّ المريض سيكون نائماً ولن يتذكّر الإجراء. يختلف زمنُ الإجراء عُموماً بحسب مكان تركيب الطُّعم العَظمي، وفيما إذا كانت هناكَ إجراءات أخرى سوف تُجرى في نفس الوقت. وقد يتراوح زمنُ العملية من نصف ساعة إلى ما بين 4-5 ساعات، إن لم يكن أكثر. سيقوم الجرَّاحُ في حال استخدام عظم الطُّعم الذّاتي بعمل شق على الجلد لسحب الطعم. ويُؤخَذُ عظم الطُّعم الذّاتي عادةً من الأضلاع أو الورك أو الرجل. وسيُغلًقُ هذا الشقّ بالقُطب الجراحية بعد سحب الطُّعم. سيعمدُ الجراحُ لتركيب الطُّعم العظمي لصنع شقّ على الجلد فوق العظم أو المفصل المُصاب. وقد يُزال النسيج الندبي أو النسيج التالف المُحيط بالعظم. بعدَ ذلك، يُشكَّلُ الطُّعم العَظمي كي يوافقَ الحيّز الذي يحتاج إليه، ثمّ يُدخَل. ويمكن أن يُثبّت الطُّعمُ باستخدام مسامير أو صَفائح أو براغي، بهدف التأكد من بقائه في مكانه. ويغلق الجراح الشق بالقطب بعد انتهاء الإجراء. 
المخاطر والمضاعفات
تتضمّن مخاطرُ ومُضاعفات الطُّعم العَظمي تلكَ المُرتبطة بالتخدير وتلك المرتبطة بأي نوع جراحة عموماً. التخدير آمنٌ، إلا أنه قد يحمل بعض المخاطر، مثله مثل أي دواء. وتتضمّنُ مخاطر التخدير العام:
تكسّر الأسنان.
شُقوق الشفتين.
الصداع.
الغثيان أو القيء.
التفاعلات تجاه الأدوية.
التهاب الحلق.
احتباس البول.
وقد يتسبّب التخديرُ في أحوال نادرة بمُضاعفات أكثر خطورة، من مثل:
مشاكِل تنفسية.
عدوى رئوية.
سكتة دماغية.
نوبة قلبية.
الموت.
سيناقشُ طبيبُ التخدير تلك المَخاطِر مع المريض قبل الجراحة، وسوف يسأله إن كان قد تناول أيةَ أدوية مُؤخّراً، وسيشرحُ له مخاطر ومُضاعفات التخدير بتفصيل أكبر. كما تبدي الجراحة عُموماً بعض المخاطِر، وقد تشملُ المُضاعفات:
النزف الحاصل في أثناء أو بعدَ الجراحة.
العدوى.
الندوب.
قد تحدثُ عدوى في حال استخدام عظم الطُّعم الذّاتي في مكان السحب أو في مكان الزرع. كما قد ترتبط المخاطِرُ والمُضاعفات بهذا النوع الخاصّ من الجراحة. ومع انها نادرة، غيرَ أنّ مُضاعفات الطُّعم العَظمي قد تتضمّن ما يلي:
داء ناجم عن عظم الطُّعم الخَيفي.
فَشل الطُّعم العَظمي.
إصابة عصبية.
ألم في مكان سحب عظم الطُّعم الذاتي.
يمكنُ قبلَ الجِراحة التحدّثُ مع مُقدّم الرعاية الصحية عن المخاطر الممكنة والمُضاعفات المُحتملة للطُّعم العَظمي. 
بعد الإجراء
قد يذهب المريضُ إلى منزله في اليوم نفسه، وذلك حسب مكان الجراحة، أو قد يبقى في المستشفى طوال الليل، أو قد يبقى فيها لأيام قليلة. وسيخبرُ مقدم الرعاية الصحية المريضَ متى يمكنه الذهاب لمنزله. قد يحتاج المريضُ بعدَ الجراحة إلى تركيب أسطوانة أو مِشدّ أو جَبيرة. ويمكنُ لهذا أن يُساعدُ الطُّعم العظمي على الثبات في موضعه إلى أن يلتئم. كما قد يُصابُ المريض ببعض الألم بعد الجراحة. وأحياناً يمكنُ للمنطقة التي سُحبَ منها الطُّعم العَظمي أن تُؤلم أكثر من المنطقة التي غُرِس فيها العظم. يحتاج المريضُ، للمحافظة على طهارة الموقع الجراحي، إلى أن يُبقيه نظيفاً وجافاً. وسيُعطى المريض توجيهات عن الاستحمام. قد يطلب مُقدّمُ الرعاية الصحية من المريض تقليل نشاطاته وتمريناته الرياضية لفترة من الزمن, وهذا قد يستغرق 6 أشهر. قد يستخدم مُقدّمُ الرعاية الصحيّة الأشعة السينية لمعرفة التئام تلك المناطق والتحقق منها. وقد يستغرقُ الطُّعم العَظمي 3 أشهر أو أكثر كي يلتئم تماماً. 
الخلاصة
الطُّعمُ العَظمي هو زرع لنسيج عظمي. كما يُؤمّن الطُّعمُ العَظمي عندما يقبله الجِسم هيكلاً لنموّ عظمٍ جديد قابل للحياة. ويمكن إجراء الطّعوم العظميّة في أي مكان من الجسم، فمثلاً يمكن استخدام الطّعوم العظميّة لترميم العظام في:
الوركين.
الركبتين.
الفم.
العمود الفقري.
يمكنُ للطُّعوم العظميّة أن تُرمِّم وتُصلح العظام المريضة. كما يمكنُ للطُّعوم أن تُرمّمَ الخسارة العظميّة الناجمة عن بعض أنواع الكُسور أو السرَطانات. ويوجد نوعان رئيسيان من الطّعوم العظميّة:
الطُّعم الخَيفي، وهو عندما يأتي العظم من جسم مُتبرّع.
الطُّعم الذّاتي، وهو عندما يأتي العظم من جزء آخر من الجسم.
للطُّعم العظمي، مثله مثل أي جراحة بعض المخاطر والمُضاعفات الممكنة. ويمكن التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحيّة عن المخاطر والفوائد للطُّعم العظمي قبل إجراء الجراحة. قد يستغرقُ الطُّعم العَظمي بعدَ الجراحة 3 أشهر أو أكثر كي يلتئم تماماً. وقد يوصي مُقدمُ الرعاية الصحية في غُضون ذلك بتقليل نشاطات المريض وتمارينه الرياضية. ويجب أن يتأكَّد المريضُ من فهم حدوده، ومن الالتزام بتوجيهات مقدِّم الرعاية الصحية. 


أخبار مرتبطة