تاريخ النشر 27 ابريل 2015     بواسطة الدكتورة بلقيس عابد باخطمة     المشاهدات 201

الغبار ملوث طبيعي تحمل ذراته أخطاراً كثيرة ..

بمناسبة اننا نعيش أجواء مغبره نقلت هذا الموضوع للفائدة حذر استشاريون من التعرض لموجات الغبار ومن آثارها السلبية على صحة الإنسان، وخاصة ما قد تتسبب به الأتربة من مضار على العين والأنف والجهاز التنفسي، وشدد أطباء الأمراض الصدرية على ضرورة الابتعاد عن موجات الغبار داخل المنازل، واستخدام النظا
رات الواقية والكمامات عند وجود 
كميات كبيرة من الأتربة.
وأكد مدير مركز الأمير سلطان للأبحاث والبيئة والسياحة بجامعة الملك خالد الدكتور حسين الوادعي 
أن موجات الغبار التي ظهرت في الفترة الأخيرة في العديد من مدن المملكة هي مقدمة لموسم الصيف، 
وأن العديد من مناطق المملكة ستتعرض خلال الفترة المقبلة لموجات الغبار، وخاصة الرياض وجدة
وجازان وعسير التي ستمر بموجات غبار من جازان، مشيرا إلى أن التلوث البيئي يأتي نتيجة انتقال
الغبار من مكان لآخر، وأن الدراسات عن مصادر التلوث تؤكد أن الغبار أحد أهم مصادر التلوث البيئي 
لما يحمله من عوالق في ذراته.
وأضاف الدكتور الوادعي أن الغبار يؤثر سلبا على غذاء الإنسان وصحته، وأن موسم الصيف عادة ما 
يحمل الكثير من الأمراض، نتيجة لانتقال ذات الغبار من مكان لآخر، مما يؤدي إلى تلوث المياه 
والأطعمة والبيئة المحيطة بالإنسان.
ونصح بضرورة الابتعاد عن موجات الغبار، وخاصة عند الخروج إلى المتنزهات وحذر من آثارها على 
الأطفال، وما تحمله من نفايات بيئية تؤثر على الإنسان وبيئته بالعديد من الملوثات والتي تظهر على 
الإنسان في صورة أمراض مثل حساسية الأنف والجيوب الأنفية، وغيرها من الأمراض التي تحدث 
نتيجة انتقال حبوب اللقاح، وما تحمله من مركبات عالقة في الهواء من الكربون وغيره، مؤكدا أن 
ذرات الغبار الناعمة من أخطر أعداء جسم الإنسان
.حبوب اللقاح:
ويقول الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد كلية الطب البروفيسور محمد عبدالله القصادي إن الغبار 
يحمل حبوب اللقاح والفطريات والبكتيريا، وإنه يعتبر من الأسباب المؤدية للحساسية وخاصة حساسية 
العين، حيث يمكن أن تصاب العين بالتحسس، وخاصة في ملتحمة العين والجفنين والتهاب الأغشية 
والحكة وزيادة الدمع، أو إعتام النظر، مما قد يحتاج إلى وضع قطرات للعين، كما أن الغبار قد يؤدي
إلى حساسية الأنف والتهاب الأغشية المخاطية في الأنف وسيلان الأنف والحكة أو الانسداد وكثرة
العطس، مما يستلزم استخدام قطرات خاصة بهذا المرض، كما يمكن أن يدخل الغبار إلى سقف الحلق 
والحنجرة، ويسبب التحسس فيهما، وينزل إلى القصبة الهوائية، ويثير أزمات لمرضى الربو "أو 
الحساسية"، ويزيد الإصابة بأمراض التهاب الجهاز التنفسي ويسبب للمرضى المصابين بالحساسية في 
الجهاز التنفسي صعوبة التنفس وتسارعاً في النفس، وأزيزاً وآلاماً في الصدر وكحة و"سعالاً "وكتمة
وضيقاً في التنفس.
ونصح القصادي بمواجهة موجات الغبار بارتداء النظارات الواقية من الأتربة ولبس كمامات طبية عند
التعرض لموجات الغبار، كما نصح مرضى الربو بأخذ موسع الشعب الهوائية "فنتلين "بمقدار بختين 
عند التعرض للغبار وإحساس المريض بالضيق في التنفس أو أعراض أزمة الربو، والذهاب لأقرب 
مركز صحي لأخذ العلاج اللازم، ومنه أكسجين موسع للشعب الهوائية وإبر خاصة بالحساسية.
وأشار القصادي إلى دراسة أعدتها جامعة ميلانو الايطالية، بينت أن زيادة نسبة الجلطات الدموية في 
الأوعية قد تحدث للناس الذين يتعرضون للغبار الدقيق، إضافة إلى مرض سرعة تخثر الدم.
وقال إن الأمراض التي قد تصيب الناس العاديين لدى تعرضهم لموجات الغبار والأتربة يمكن أن تشمل 
أمراض حساسية الأنف والعين والجهاز التنفسي وحساسية الصدر إذا كان هناك استعداد وراثي، 
إضافة إلى حساسية الجلد ويصاحبها الحكة والتورم والاحمرار والارتكاريا والاكزيما.
ذرات غبار دقيقة:
وذكر استشاري الأمراض الصدرية بجامعة الملك خالد الدكتور بدر الغامدي أن الغبار وذراته موجود
في كل مكان، وأن ذرات الغبار الدقيقة هي أكثر ما يمكن أن يثير المشكلات لدى الإنسان، حيث يمكن 
أن تترسب هذه الذرات في الرئة، وخاصة دقائق ذرات السيلكيا التي قد تترسب في الرئتين، وتؤدي إلى 
تليف فيهما، مشيرا إلى عدم وجود أدوية تحمي الإنسان من آثار الغبار، وأنه يجب على الإنسان 
محاولة تلافي هذه الموجات، وخاصة لمن يعاني من أمراض صدرية.
وأضاف أنه بالإمكان الاستفادة من الأطعمة المضادة للأكسدة مثل مأكولات الكرونب والجزر وغيرها 
من مضادات الأكسدة لتلافي مشكلات الغبار على جسم الإنسان، واستخدام المكيف الذي يضم فلاتر 
تمنع دخول دقائق الغبار إلى المنزل.
وأشار الدكتور الغامدي إلى أن دخول الغبار إلى جسم الإنسان قد يؤدي إلى الربو ومرض الحويصلات 
الرئوية والسدة الرئوية، وذلك مع تزايد المدة التي يقضيها أولئك الناس في موجهة الغبار، مشيرا إلى 
أن ذرات الغبار الدقيقة جدا هي التي تترسب أسفل الرئة، أما ذرات الغبار العادية فتتصدي لها 
الشعيرات والشعب الهوائية لتمنعها من الوصول إلى أسفل الرئة، مبينا أن الغبار يعمل على تهيج 
المخاطي العلوي، وقد يحدث نزيف بالأنف، وتظهر هالات داكنة أسفل العين ويتورم الجفنان، كما أن
التعرض للغبار يسبب الالتهابات بالأذن، نتيجة الحساسية التي يسببها التراب الناعم، فيصاب المريض 
بحكة وألم في الأذن.
وأشار أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل بمستشفى غسان فرعون الدكتور فتحي صادق إلى أهمية 
البعد عن الأتربة والغبار لما لهما من أثر في قفل مسام الجلد وتغير لونه وامتصاص الجلد لهذه 
الأتربة، وأكد ضرورة الحرص على الابتعاد عن موجات الأتربة وحرارة الشمس لتلافي الاكزيما 
والحساسية التي قد تحدث نتيجة امتصاص الجلد للأتربة، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بتنظيف المنزل 
من الأتربة باستخدام أدوات التنظيف، وغسل الجلد الدائم بالماء والصابون واستخدام المنظفات 
الخاصة "كلينزر "، وارتداء الملابس القطنية طويلة الأكمام، وتغطية الجلد، والابتعاد عن حرارة 
الشمس. كما نصح بتناول الخضراوات والفاكهة الطازجة والشاي الأخضر والأحمر، والتي تعد من أهم 
المواد المضادة للأكسدة والتي تقوى مناعة الجسم ضد الأمراض، وتقاوم الشقائق الحرة التي تهاجم 
الجسم وتقلل مناعته.
وذكرت الأستاذ المساعد للتغذية وعلوم الأطعمة بكلية التربية للبنات بجدة الدكتورة بلقيس باخطمة أن 
الغبار يلعب دورا كبيرا في تلويث الأطعمة، والذي ينتقل مباشرة إلى الإنسان، وأن الغبار من ملوثات
الجو الطبيعية التي لا يستطيع الإنسان التحكم فيها، وأكدت على ضرورة غسل الخضراوات والأطعمة
جيدا، والاهتمام بالعوامل المؤدية إلى تلوث المياه العذبة التي تنقل التلوث بطريقة غير مباشرة 
للإنسان، ومنها مياه الشرب والري والطبخ.
وشددت على أهمية تغطية خزانات الشرب وتنظيفها من الغبار والأتربة، وحفظ الأطعمة أثناء الرحلات 
في سلال خاصة، حتى لا يصل إليها الغبار ويؤثر سلبا على الإنسان


أخبار مرتبطة