تاريخ النشر 4 اغسطس 2023     بواسطة الدكتور خليل صدقة سندي     المشاهدات 1

تعرفوا على التهاب الأذن الوسطى لدى الاطفال

يصاب 2 من كل 3 أطفال بهجمة واحدة على الأقل من التهاب الأذن الوسطى بحلول السنة الثالثة من عمرهم فكيف يمكنكم الوقاية من التهاب الاذن الوسطى؟ إن التهاب الأذن الوسطى مرض شائع جداً عند الأطفال حيث تدل الدراسات على أن 2 من كل 3 أطفال يصابون بهجمة واحدة على الأقل من التهاب الأذن الوسطى بحلول السنة ال
ثالثة من عمرهم، ورغم كون التهاب الأذن الوسطى مرضاً غير معدٍ لكنه غالباً ما يتلو الإنتانات التنفسية العلوية لذلك رأينا أن نتحدث عنه في هذا الكتيّب مع باقي الأخماج التنفسية.
 لمحة تشـريحية:
تتألف الأذن من ثلاثة أقسام هي الأذن الخارجية، الأذن الوسطى والأذن الداخلية. تتألف الأذن الخارجية من صيوان الأذن ومجرى السمع الظاهر وغشاء الطبل، أما الأذن الوسطى فهي جوف صغير يحوي عظيمات السمع ويقع خلف غشاء الطبل مباشرة، وهناك أنبوب ضيق يصل الأذن الوسطى مع القسم الخلفي للبلعوم يدعى نفير أوستاش ووظيفته هي تهوية الأذن الوسطى ومعادلة ضغط الأذن الوسطى مع الضغط الجوي. وفي الحقيقة إن إحساسنا بالقرقعة عند التثاؤب أو البلع دليل على قيام نفير أوستاش بمعادلة الضغط في الأذن الوسطى مع الضغط الجوي. أما الأذن الداخلية فتحوي القنوات نصف الدائرية والحلزون وهي مسؤولة عن التوازن ونقل الإشارة الصوتية إلى الدماغ عن طريق ألياف العصب السمعي.
 ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
قد تغزو الجراثيم أو الفيروسات الأذن الوسطى مسببة التهاباً فيها وهذا الالتهاب قد يؤدي لتراكم القيح في الأذن الوسطى مسبباً ضغطاً على غشاء الطبل الذي يصبح ملتهباً ومحمراً ويتوقف عن الاهتزاز الطبيعي وهذا يسبب نقص السمع إضافة إلى ألم الأذن.
 ما هي أسباب التهاب الأذن الوسطى؟
إن الجراثيم مسؤولة عن 80-85% من حالات التهاب الأذن الوسطى. وأكثر هذه الجراثيم شيوعا هي المكورات الرئوية والمستدميات النزلية وقد تكون جراثيم أخرى مسؤولة عن التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال الرضع دون عمر 6 أسابيع. أما الفيروسات فتسبب 15% من حالات التهاب الأذن الوسطى.
 ما هي العوامل المؤهبة لحدوث التهاب الأذن الوسطى؟
1. يصاب الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى أكثر من الكبار لأن نفير أوستاش لديهم قصير ويشكل طريقاً مثالياً للجراثيم والفيروسات للوصول إلى الأذن الوسطى.
2. يرافق التهاب الأذن الوسطى غالباً الأخماج التنفسية العلوية (الزكام – التهاب البلعوم) حيث تصبح الأغشية المخاطية ونفير أوستاش متورمين ومحتقنين وقد تنتقل الفيروسات أو الجراثيم عبر نفير أوستاش إلى الأذن الوسطى مسببةً التهابها.
3. يصاب الذكور أكثر من الإناث.
4. تمنح الرضاعة الطبيعية للأطفال مناعة ضد العديد من الجراثيم والفيروسات ويسمح لنفير أوستاش بالعمل بشكل سليم، لذلك نجد الأطفال الذين أرضعوا من أمهاتهم أقل إصابة بالتهاب الأذن الوسطى مقارنة مع الذين لم يرضعوا من أمهاتهم.
5. بعض الأطفال لديهم استعداد أكبر لحدوث التهاب الأذن الوسطى مثل الأطفال المصابين بمتلازمة داون (المنغولية) أو انشقاق الحنك أو المصابين بالحساسية.
 ما هي أعراض التهاب الأذن الوسطى؟
يكون الأطفال الصغار هائجين قلقين وقد يرفضون الطعام إضافة إلى وجود الحمى وأحياناً أعراض تنفسية علوية مثل سيلان الأنف.
أما الأطفال الكبار فيشتكون من الحمى وألم الأذن أو الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن مع نقص السمع، إضافة إلى أعراض الخمج التنفسي العلوي مثل السعال الخفيف وانسداد الأنف أو سيلانه أو ألم الحلق.
في الحالات الشديدة يتجمع القيح في الأذن الوسطى ويسبب ضغطاً شديداً على غشاء الطبل مؤدياً إلى انثقابه وعند ذلك يزول الألم فجأة وتخف الحمى ويبدأ القيح بالخروج من مجرى السمع.
 كيف تتم معالجة التهاب الأذن الوسطى؟
1. يجب في كل حالات ألم الأذن أو الاشتباه بالتهاب الأذن الوسطى مراجعة الطبيب الذي يتأكد من التشخيص عن طريق الفحص بمنظار الأذن ورؤية غشاء الطبل الملتهب والمتبارز وأحياناً يشاهد عبره سائل في الأذن الوسطى.
2. يتم وصف المضادات الحيوية المناسبة.
3. قد تعطى قطرات الأذن الحاوية على المضادات الحيوية إذا كان غشاء الطبل مثقوباً.
4. يعطى الطفل مسكناً وخافضاً للحرارة مثل الأسيتامينوفين والإيبوبروفن لمساعدة الطفل على النوم.
5. يجب منع الأطفال من السباحة في حال وجود سيلان الأذن.
6. إذا كان غشاء الطبل منتبجاً بشدة بسبب تجمع القيح خلفه فقد يقوم الطبيب بإجراء شق صغير في غشاء الطبل لتحرير القيح وتخفيف الألم وهذا الشق يشفى عادة خلال أسبوع.
7. قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من التهاب متكرر في الأذن الوسطى لتناول الصادات (المضادات الحيوية) لفترات مديدة، وقد يوضع لهم جراحياً أنبوب تهوية صغير عبر غشاء الطبل يسمح بتهوية الأذن الوسطى وخروج السوائل منها.
 كيف يمكن الوقاية من التهاب الأذن الوسطى؟
بما أن الأخماج التنفسية العلوية المتكررة قد تؤدي إلى نوبات متكررة من التهاب الأذن الوسطى لذلك فإن الوقاية من الأخماج التنفسية العلوية يؤدي بإذن الله للوقاية من التهاب الأذن الوسطى. ويتم ذلك بالإقلال ما أمكن من التعرض للتجمعات خاصة إذا كان الطفل رضيعاً، كذلك تشجيع الأطفال على غسل أيديهم خاصة قبل لمس عيونهم، أنوفهم أو أفواههم، كما أن التدخين السلبي قد يزيد من فرصة حدوث التهاب الأذن الوسطى لذلك فالامتناع عن التدخين في البيت أمر ضروري. ولا بد من تشجيع الأمهات على إرضاع أطفالهن إرضاعاً طبيعياً لما للإرضاع من فوائد جمّة منها الوقاية من التهاب الأذن الوسطى.
 كلمة أخيرة:
يجب مراجعة الطبيب في كل الحالات التي يشتكي فيها الطفل من الحمى وألم الأذن أو الشعور بالامتلاء أو الضغط في الأذن، فالطبيب وحده القادر على تحديد السبب الذي قد يكون التهاب مجرى السمع (من أعواد التنظيف القطنية) أو وجود جسم غريب أو التهاب الأذن الخارجية أو الصملاخ القاسي. وبعد تحديد السبب بدقة يصف الطبيب العلاج المناسب الذي يجب الالتزام به بدقة حتى تشفى الحالة بشكل تام دون حدوث أي مضاعفات.


أخبار مرتبطة