تاريخ النشر 8 يناير 2023     بواسطة استشارية جاودة جودت النابلسي     المشاهدات 1

تأثيرات الأشعة

تعتمد التأثيرات الضارة للأشعة (شدة ردة الفعل النسيجية) على عدة عوامل: مقدار الأشعة (الجرعة) سرعة تلقي جرعة الأشعة مساحة الجسم المُتعرض للأشعة حساسية النسيج المُتعرض للأشعة وجود شذوذات جينية تُعيق عمليات الإصلاح الطبيعية للحمض النووي DNA عمر الشخص في وقت التعرض للأش
عة
    الحالة الصحية العامة للشخص قبل التعرض للأشعة
يمكن لجرعة واحدة سريعة من الأشعة على كامل الجسم أن تكون قاتلة، إلا أن إعطاء نفس الجرعة من الأشعة على مدى أسابيع أو أشهر قد يكون أقل تأثيرًا.كما تعتمد تأثيرات الأشعة على مقدار مساحة الجسم المتعرضة لها.على سبيل المثال، يمكن لجرعة أشعة تبلغ 6 غراي أن تكون قاتلة إذا تعرض كامل الجسم لها.أما إذا اقتصر التعرض للأشعة على مساحة محدودة من الجسم وعلى مدى أسابيع أو أشهر، كما هو الحال في المعالجة الإشعاعية للسرطان، فقد يكون من الممكن إعطاء عشر أضعاف تلك الجرعة أو أكثر دون تأثيرات خطيرة.
تكون بعض أجزاء الجسم أكثر حساسية للأشعة من الأجزاء الأخرى.حيث إن الأعضاء والنسج التي تحدث الانقسامات الخلوية فيها بوتيرة سريعة، مثل الأمعاء ونقي العظم، تتضرر بالأشعة بشكل أكبر مقارنةً مع الأعضاء والنسج التي تحدث الانقسامات الخلوية فيها بوتيرة أبطأ، مثل خلايا العضلات والدماغ.تكون الغدة الدرقية عُرضة للإصابة بالسرطان بعد التعرض لليود المشع، لأن اليود المُشع يتركز في الغدة الدرقية.
  الأطفال والأشعة 
تكون بعض الأعضاء والأنسجة أكثر حساسية للأشعة مما هو عليه الحال عند البالغين، والأمثلة على تلك الأعضاء تشمل الدماغ، وعدسة العين، والغدة الدرقية.وفي المقابل، فإن أعضاءً وأنسجة أخرى تكون حساسيتها للأشعة واحدة سواءً عند الأطفال أو البالغين، في حين أن أعضاءً أخرى قد تكون أقل حساسية عند الأطفال مما هو عند البالغين مثل المبيض عند الإناث.هناك أسباب معقدة وغير مفهومة بشكل كامل تقف وراء هذه الفوارق في الحساسية تجاه الأشعة، إلا أن الأطباء يعتقدون بأن زيادة حساسية نسيج معين تجاه الأشعة عند الأطفال يعود، ولو جزئيًا، يعود إلى نمو ونضج خلايا ذلك النسيج بشكل أكبر وأسرع مما هو عليه الحال لدى البالغين.
يواجه الجنين خطرًا كبيرًا عند التعرض للأشعة، وذلك لأن الخلايا في المرحلة الجنينية تنقسم بشكل سريع للغاية وتتمايز من خلايا غير ناضجة إلى خلايا ناضجة.على سبيل المثال، يمكن لتعرض الجنين لجرعة 300 ميلي غراي من الأشعة في الأسابيع 8-25 من الحمل أن يُسبب تراجعًا في ذكاء الطفل وأدائه المدرسي.كما إن العديد من العيوب الولادية قد تنجم عن تعرض الجنين لجرعات عالية من الأشعة في الرحم.ولكن، في حال كانت جرعة الأشعة أقل من 100 ميلي غراي، وخاصةً الجرعات الضئيلة المُستخدمة في اختبارات التصوير التي قد تخضع لها الأم الحامل من حين لآخر، فلا توجد أدلة على زيادة خطر تعرض الجنين لعيوب ولادية.
  الأشعة والسرطان 
يمكن لتلقي جرعة عالية من الأشعة أن يزيد من خطر السرطان بسبب تضرر الحمض النووي في الخلايا التي لم تمت بسبب الأشعة.ولكن، تُعد الأشعة سببًا أقل خطورة للإصابة بالسرطان مما قد يعتقد الكثير من الناس.حتى وإن تعرض كامل الجسم لجرعة من الأشعة تبلغ 500 ميلي غراي (وهي جرعة تفوق بخمسمائة ضعف الجرعة السنوية الوسطية الناجمة عن الإشعاعات الخلفية) فإن الزيادة في خطر الوفاة بسبب السرطان طيلة الحياة تتراوح بين 22-24.5%، وبخطر مطلق أكيد لا يزيد عن 2.5%.
يكون خطر الإصابة بسرطان بسبب الأشعة أعلى بعدة أضعاف عند الأطفال أو الأجنة بالمقارنة مع البالغين.قد يكون الأطفال أكثر عرضةً لذلك الخطر بسبب ارتفاع وتيرة الانقسامات الخلوية لديهم، وطول الفترة المتوقعة للحياة والتي يمكن للسرطان أن يتطور في أثنائها.بناءً على ذلك، فإن الخطر الإجمالي للوفاة لاحقاً بالسرطان لطفل يبلغ من العمر سنة واحدة وأجري له تصوير بطن بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) قد يزداد بنسبة 0.1% فقط لطيلة حياته.وقد أدت المخاوف التي أثيرت مؤخرًا بشأن مخاطر التصوير المقطعي المحوسب CT إلى جدل حول تكرار هذا النوع من التصوير عند المريض نفسه لمرات عديدة.وبسبب هذه المخاوف، فقد عملت الشركات المُصنعة لأجهزة التصوير المقطعي المحوسب على تقليل جرعة الأشعة الصادرة عن هذه الأجهزة.كما إن الأطباء يحاولون عدم اللجوء للتصوير المقطعي المحوسب إلا عندما يكون أكثر دقة من بقية الاختبارات الأخرى التي تستخدم مقادير أقل من الأشعة أو لا تستخدم الأشعة إطلاقًا.في حال كان التصوير المقطعي المحوسب هو الاختبار الأدق قطعًا، فإن الخطر الناجم عن عدم تشخيص المرض بشكل صحيح نتيجة عدم استخدام الأشعة المقطعية يكون أكبر من خطر الأشعة المقطعية بحد ذاتها.
  الأشعة والعيوب الوراثية 
تشير التجارب العلمية إلى أن الجرعات المرتفعة من الأشعة على المبيضين أو الخصيتين تزيد من خطر العيوب عند النسل (تأثيرات وراثية).ولكن، لم تُلاحظ أية زيادة في نسبة العيوب الولادية عند أطفال الناجين من التفجيرين النووين في اليابان.ولعل السبب يعود إلى أن التعرض الإشعاعي لم يكن مرتفعًا بدرجة كافية للتسبب بزيادة قابلة للقياس.كما إنه لم تُلاحظ زيادة في خطر العيوب الولادية عند الأطفال الذين جرى الحمل بهم بعد تعرض ذويهم للمعالجة الإشعاعية للسرطان عندما كانت الجرعة الوسطية التي يتعرض لها المبيضان حوالى 0.5 غراي، والجرعة الوسطية التي تتعرض لها الخصيتان حوالى 1.2 غراي (التعرض النمطي للأشعة في الأنسجة المجاورة للمنطقة المعالجة، وليس تعرض المنطقة المعالجة بشكل مباشر).


أخبار مرتبطة