تاريخ النشر 31 ديسمبر 2022     بواسطة الاخصائية سارة فهد العباس     المشاهدات 1

فشل النُّمو

فشل النُّمو failure to thrive هو تأخُّر في حدوث زيادة في الوزن وفي النمو الجسدي الذي قد يؤدّي إلى تأخير النمو والنضج. تُعدُّ الاضطراباتُ الصِّحيَّة ونقص التغذية السليمة من أسباب فشل النُّمو. يعتمد وضعُ التَّشخيص على قيم مخطَّط نموِّ الطفل والفَحص السَّريري والتاريخ الصحّي وبيئة المنزل
.
    قد يحدث تأخُّر النموّ عندَ الأطفال الذين عانوا من نقص التغذية خلال السنة الأولى من العمر.
    تتضمن المعالجة اتباعَ نظام غذائي مغذي وتدبير الاضطرابات الطبية.
خلال السنة الأولى من العمر، يجري تسجيلُ وزن وطول الرضيع في كلّ زيارة للطبيب للتأكّد من سير النموَّ بمعدَّلٍ ثابت (انظر النموّ البدني للرضع والأطفال).ويمكن استعمالُ طريقة النسب المئوية لمقارنة وتقييم الرضع من العمر والجنس نفسيهما؛فمثلًا، عندَ القول بأن الرضيع عند الشريحة المئوية العاشرة في الوزن يعني ذلك أنه من بين 100 طفل من نفس العمر والجنس، فإنَّ وزن 90 رضيعًا أكثر من وزنه ووزن 10 أقلّ من وزنه.ورغم تفاوت حجم الرُّضَّع، فإنَّ نسبة نموّهم المئويَّة ثابتة عادةً.
فشلُ النمو هو تشخيص لدى الأطفال الذين يعانون من نقصٍ مستمرٍّ في الوزن، ويتراوح بين الشريحتين المئويتين الثالثة والخامسة عادةً، مقارنةً بالأطفال من نفس العمر والجنس.كما يُؤخذ فشل النَّموِّ بعين الاعتبار عندَ الرُّضَّع الذين يُعانون من نقصٍ ثابتٍ في نسبة وزنهم المئويَّة، رغم أنَّ وزنهم الفعلي ليس منخفضًا؛فعلى سبيل المثال، يساور القلق الأطبَّاءَ بشأن رضيعٍ هبطت شريحته المئوية من 90% إلى 50% (متوسِّط الوزن) خلال مدّة زمنيَّة قصيرة.ويوجد عددٌ من الأسباب لحدوث ذلك.
  الأسباب 
يمكن أن تنطوي أسبابُ فشل النموّ على ما يأتي:
    العَوامِل البيئية والاجتماعية
    الاضطرابات الطبِّيَّة
ومهما كان السبب، يمكن أن يؤثر نقص التغذية في نموِّ جسم الطفل ودماغه.
تُعدُّ العَوامِلُ البيئية والاجتماعية أكثرَ الأَسبَاب شُيُوعًا لعدم حصول الأطفال على التغذية التي يحتاجونها.
يزيد إهمالُ أو سوء معاملة الوالدين للطفل واضطرابات الصحة النفسيَّة (مثل الاكتئاب)عندهما والفقر والظروف العائلية الفوضوية من خطر عدم تقديم وجبات غذائيَّة بشكلٍ روتيني.كما يمكن لمثل هذه الحالات أن تؤدِّي إلى إضعاف شهية الطفل، والحدِّ من كمّية الطعام التي يتناولها.يُوفِّر الآباء طعامًا ذا قيمة غذائيَّة سيِّئة في بعض الأحيان، ممَّا قد يؤدي إلى سوء مدخول الطعام ونقص الوزن.قد لا يفهم الآباء طرائق تغذية الرضع بشكلٍ كامل، وقد يقومون بتحضير الحليب الاصطناعي بشكلٍ غير صحيح.عندما يكون لدى الآباء مهارات تغذية سيئة للرضع، ويصبح من الصعب إطعام الرضيع، قد يحدث فشل في النمو.
تؤدّي الاضطرابات الطبية أحيانًا إلى فشل النموّ.يمكن أن يكونَ الاضطراب طفيفًا مثل صعوبة المضغ أو البلع (كما هي الحال في الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق).قد تؤثّر الاضطراباتُ الطبيَّة، مثل الارتجاع المعدي المريئي أو تضيُّق المريء أو سوء الامتصاص من الأمعاء، في قدرة الطفل على الاحتفاظ بالأطعمة أو امتصاصها أو معالجتها؛وحالاتُ العدوى والأورام والاضطرابات الهُرمونِيَّة أو الاستقلابيَّة (مثل داء السكّري أو التَّليُّف الكيسي) وأمراض القلب وأمراض الكلية والكبد والاضطرابات الوراثيَّة (مثل متلازمة داون أو الاضطرابات الاستقلابية الوراثية) و عدوى فيروس العوز المناعي البشري هي أسبابٌ جسديَّة أخرى لفشل النموّ.وفي حالاتٍ نادرة، لا تنتج بعضُ الأمهات ما يكفي من حليب الثدي، أو يكون إنتاجها منخفض السعرات الحرارية في حالات نادرة أكثر.
  التشخيص 
    مراقبة الطول والوزن
    أسئلة عن التغذية والتاريخ الطبّي والاجتماعي والعائلي
    الاختبارات المعمليّة إذا لزم الأمر
يُشخِّص الأطباءُ فشلَ النمو عندما يكون وزن الطفل أو زيادة وزنه أقلّ بكثير ممّا ينبغي أن يكون، عند مقارنة ذلك بالقياسات السابقة أو بالمخطّطات القياسية لزيادة الوزن ( انظر الرُّسومُ البيانيَّة للوزن والطول عند الرُّضَّع منذ الولادة وحتى إتمام 24 شهرًا من العمر).إذا كان فشلُ النمو يؤثر في وزن الرضيع بشكلٍ كبير، فإنَّ معدلات الطول ونموّ الرأس (الدماغ) تتأثر أيضًا.
ولتحديد سبب فشل الطفل في النموّ، يطرح الأطباء على الآباء أسئلة محددة عنه
    التغذية أو الإطعام
    عادات التغوّط
    الاستقرار الاجتماعي والعاطفي والمالي للأسرة، الذي قد يؤثّر في حصول الطفل على الطعام
    الأمراض التي يعاني منها الطفلُ أو تسري في العائلة
يقوم الطبيبُ بفحص الطفل للتَّحرِّي عن علاماتٍ لحالاتٍ يمكنها تفسير بطء حدوث الزيادة في الوزن عندَه.يتَّخذ الطبيب قراراتٍ حول اجراء اختبارات الدَّم و البراز والبول والأشعَّة السِّينية اعتمادًا على هذا التقييم.ولا يُجرَى المزيد من الاختبارات الأكثر شمولًا إلا إذا اشتبه الطبيبُ في وجود مرضٍ كامن.
  المَآل 
نظرًا لأهميَّة السنة الأولى من الحياة بالنسبة لنموِّ الدِّماغ، فقد يُصاب الأطفال الذين عانوا من نقص التَّغذية خلال هذه المدة بتراجع دائم مقارنةً بأقرانهم، حتى إذا تحسَّن نموُّهم الجسدي.يبقى النموّ الذهني، في حوالى نصف هؤلاء الأطفال، لاسيَّما المهارات اللفظية والحسابية، دون المستوى الطبيعي؛ويُعانون من مشكلات اجتماعية ونفسية وسلوكية غالبًا.
  المعالجة 
    الوجبات المغذّية
    المعالجة النوعية للاضطرابات الطبّية
تستنِدُ مُعالَجة فشل النموّ إلى السبب،حيث تُستَعملُ معالجة نوعيَّة عندَ اكتشاف اضطراب طبِّي.بغضّ النظر عن السبب، يُعطى جميعُ الأطفال الذين لديهم فشل في النمو نظامًا غذائيًا مغذيًا يحتوي على ما يكفي من السّعرات الحرارية لتعزيز النمو وزيادة الوزن.
يجري تدبير الفشل الخفيف إلى المتوسّط في النموّ من خلال التوفير المنتظَم لوجبة أو طعامٍ مُغذٍّ وغنيٍّ بالسُّعرات الحراريَّة.يمكن استشارة أولياء الأمور حولَ التَّدخلات العائلية التي تضر الطفل وبالموارد المالية والاجتماعية المتاحة لهم.
يُعالَج الفشلُ الشديد في النمو في المستشفى، حيث يعمل الاختصاصيُّون الاجتماعيون واختصاصيُّو وخبراء التغذية والأطباء النفسيُّون وغيرهم من الاختصاصيين لتحديد الأسباب الأكثر احتمالًا لحدوث فشل النمو عند الطفل والطريقة الأفضل لتغذيته.
قد يحتاج الأطفالُ الذين يكون فشلهم في النمو ناجمًا عن سوء المعاملة أو الإهمال إلى وضعهم في الرعاية البديلة foster care.وإذا جَرَت إعادتهم إلى والديهم البيولوجيين، تجري مراقبة تقدُّم نموّهم.


أخبار مرتبطة