تاريخ النشر 17 سبتمبر 2020     بواسطة الدكتورة هويدة عبيد محمد القثامي     المشاهدات 1

هويدا القثامي.. الجرّاحة الماهرة.. والسيرة الباهرة

وسط غرف العمليات وبين انعكاسات «الشرايين» وتعقيدات «الأوردة» ومعقدات «الصمامات» وصرخات «الثقوب» قضت عمرًا تداوي القلوب وتعالج العيوب الخلقية. وأمضت زمنًا وهي ترسم الابتسامة لأسر المرضى وتنثر الأمل «شفاء» وتشيع «البشرى «نجاحا في عمليات «معقدة» وحالات «صعبة». ارتبط اسمها بالجراحات وترابط صيتها
 بالأولويات فكان طبيبة برتبة «إنسانة» وجراحة بمرتبة «رائدة»..

إنها أول استشارية جراحة قلب بالشرق الأوسط والثانية عالميا الدكتورة هويدا القثامي. أحد أبرز السعوديات اللاتي وضعن بصمتهن باقتدار واعتبار على خارطة الطب.

بوجه مستدير مستنير محدد بحجاب «محتشم» كان عنوانها الأول ورهانها الأمثل في كل المحافل وهيئة سعودية فاخرة بالحفاظ.. مع ملامح «أصيلة» تشربتها من القبيلة ومحيا هادئ متزن يعلوه «الإنصات» وتحفه «المثالية» وكاريزما تملؤها «إنسانية عميقة» وتواضع جم وأخلاق نبيلة تتوارد منها ابتسامة تعدها «طبعا مهنيًا» وطمأنينة تراها «طبيعة طبية»، وصوت جهوري تتقاطر منه مفردات وطنية بيضاء مع المرضى وذويهم وعبارات طبية عميقة موشحة بالمصطلحات الطبية أثناء التخاطب المهني والأداء العملي كتبت القثامي سيرتها بحروف مضيئة أنارت درب «جراحات القلب والعيوب الخلقية» واستنارت بدمج المهارة والموهبة والعلم والتعلم لتفصل رداء المستقبل بإنتاج دؤوب يتجدد بالعطاء ويتمدد بالمثابرة.

في قاهرة المعز ولدت القثامي في كنف أب كان مغتربًا لإتمام مهام عمله وأم نبيلة كان توزع «الحنان» ببذخ لتجهيز أسرار «المستقبل» وعلانية «الدوافع».. ثم انتقلت طفلة إلى عقر دار عشيرتها بالطائف الذي ركضت بين واحاته الخضراء وقطفت من حقوله «ورد الجوري» وكتبت في مذكراتها «سيرتها الأولى» الموشحة بأمنيات حتمية وآمال محتمة أفضت إلى تفوق باكر كان «وهجا أول» و»توهجا أمثل» لاكتشاف مشروع وطني فاخر رسم العالمية من توليفة «الإصرار» وتشكيلة «الانتصار».

كانت القثامي تتابع بشغف أخبار المنصات العالمية وهي تحتفل بالمبدعات وتسمع قصص «عقدة الأمراض» و»تعقيد الجراحات» وتحزن لمنظر «الأجساد الزرقاء» في مهد الطفولة وهي تئن من عيوب القلب وأمراض الوراثة فكتبت حلمها منذ أول يوم على عتبة الدراسة في كلية الطب حاملة لواء «اليقين» ومتسلحة براية «التخصص الدقيق» فأسرت وأعلنت إنسانيًا ومهنيًا ودراسيًا حتى كتبت «اسمها» واقعا كأول جراحة للقلب في الشرق الأوسط وسجلت بحوثها كمناهج في أرقى جامعات أوروبا وأمريكا.

درست القثامي الطب بجامعة الملك عبدالعزيز ثم نالت الزمالة البريطانية في الجراحة من جامعة أدنبرة والزمالة الإكلينيكية الكندية في جراحة القلب والعيوب الخلقية من جامعتي تورنتو- وإدمنتون ونالت دبلومًا عاليًا في التحقيقات والأدلة الجنائية من جامعة نايف ثم شقت طريقها العلمي بكفاءة حيث عملت أخصائي جراحة وطبيب مقيم أول جراحة بالمستشفى العسكري بالرياض. وعينت كرئيسة للمجلس العلمي لشهادة الاختصاص السعودية في جراحة القلب في المملكة وشغلت منصب الرئيسة السابقة لقسم جراحة القلب بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة بالرياض ومساعدة مدير المركز للشؤون الأكاديمية ومديرة إدارة الشؤون الأكاديمية والتدريب. واستشاري أول جراحة قلب الأطفال والعيوب الخلقية للكبار بالمركز. ونظرًا لمؤهلاتها وبراعتها فقد وضعت اسمها في قائمة الأطباء في مستشفيات عالمية كونها أخصائي أول جراحة القلب للأطفال والعيوب الخلقية بمستشفى الأطفال بجامعة تورنتو بكندا. ومستشفى الأطفال بجامعة إدمنتون بكندا وأخصائي جراحة القلب للكبار - مستشفى برووسيية بباريس فرنسا. للقثامي عشرات العضويات في جهات وجمعيات محلية ودولية وعالمية كرئيسة وعضوة ومستشارة ونالت وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة وحصلت على وسام الوحدة وهو أعلى وسام يمنح من جمهورية اليمن وتم تكريمها في عدة محافل بالداخل والخارج. وصنفت من أشهر خمسين شخصية مشهورة عالميا من مؤسسة مشاهير العالم الأمريكية. وشاركت في أكثر من 300 ندوة ومحاضرة وورشة عمل عالمية وأكثر من 250 مشاركة كمتحدثة ورئيسة جلسة ورئيسة بعثة في عدة دول وأجرت آلاف العمليات المعقدة.

تتجول القثامي بين مرضاها حاملة حقيبة «الأبحاث» وحقيقة «الإنسانية» وواقعية «المهارة» لتحول التعقيدات الجراحية إلى «تسهيلات» بكفاءة الأداء بعد إعانة «المعين» ولتوائم بين عوائق التنفس واشتياق النفس نحو حياة آمنة ودروب مطمئنة وفق أسس الإغاثة وأصول الإنقاذ.

هويدا القثامي.. جراحة ماهرة أسست سيرة باهرة لتحفر اسمها في القلوب التي تعالجها والأنفس التي أحيتها بأمر الله. لتكون رفيقة الخدج وصديقة الأطفال ومنقذة «الكبار» وسرًا من أسرار التقدم الطبي السعودي عالميًا. 


أخبار مرتبطة