تاريخ النشر 18 نوفمبر 2017     بواسطة الدكتور عادل عبدالمقصود الطحلاوي     المشاهدات 201

أحترس من‏:‏ خداع الاعراض بين الانفلونزا والجمرة

الخبيثه مع كل شتاء جديد تزداد مخاوف البيت المصري من خطر الانفلونزا‏..‏ هذاالمرض الذي أصبح يتلون كالحرباء ويتخذ شكلا جديدا كل عام ليجسم فوق صدور الأسر المصرية ويعاني أبناؤها من ويلاته‏,‏ فتارة تظهر في صورة آلام شديدة في الجسم وتكسير بالعظام‏,‏ وأخري في صورة صداع أو رشح متواصل وإحمرار في العينين
‏,‏ وثالثة في شكل التهاب الحلق والأذن وضيق في التنفس‏..‏وهذه الأعراض تتشابه إلي حد كبير مع اعراض مرض الجمرة الخبيثه التي تتمثل في أرتفاع درجه الحرار والإحساس بالإجهاد العام‏,‏ بينما تتماثل أعراض الجمرة التي تصيب الأنسان عن طريق الإستنشاق مع أعراض الانفلونزا وتنتهي باصابة الجهاز التنفسي وتكوين إرتشاح في الرئه‏.‏ وسواء اختلفت المقدمات أو الأعراض فلاشك أن الانفاونزا مرض يؤذي الكبار والصغار ويعوق سير حياتهم بشكل طبيعي فيستسلمون طرحي الفراش لاحول لهم ولاقوة‏.‏
في البداية يشير الدكتور طارق صفوت ـ أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس ـ إلي خطورة الانفلونزا التي تتشكل وتتغير كل عام من حيث الصفات الجينية والتي تحدد مصدر الفيروس سواء من روسيا أو الصين أو ماليزيا وفقا للمناخ وطبيعة الجو‏,‏ ولكن هذا الفيروس يصيب الجهاز التنفسي وأجزاء كثيرة من الجسم وربما تصل إلي الجهاز الدوري أيضا‏.‏
ويصيب فيروس الأنفلونزا الجهاز التنفسي العلوي الذي يشمل الأنف والجيوب الأنفية والحنجرة والشعب الهوائية والرئتين وقد تؤدي إلي نزلات شعبية حادة وربوية ورلتهابات رئوية وأحيانا تصل إلي التهاب في الغشاء البلوري‏.‏
وحدد الدكتور طارق صفوت أعراض هذا العام في ارتفاع درجة الحرارة واحتقان في الحق يكون مصحوب بسعال شديد قد يؤدي إلي نزلات شعبية حادة‏,‏ لذلك لابد من الوقاية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر حيث ترتفع درجة الخطورة في هذه الفترة نتيجة لتزايد الأدخنة وانتشار السحابة السوداء والتلوث المناخي‏,‏ وتتمثل الوقاية في الابتعاد عن الاماكن المزدحمة قدر الإمكان وأخذ المصل الواقي ضد الانفلونزا خاصة لفئات المجتمع الأكثر عرضه للإصابة‏.‏
كما يحذر الدكتور طارق صفوت من الإقبال علي تناول المضادات الحيوية والتي يشيع تناولها بين الناس‏,‏ فهذا اتجاه خاطئ لأن معظم المضادات المنتشرة في السوق موجهة للبكتريا فهي لاتعالج الفيروسات‏,‏ لذا ننصح بعدم تعاطيها إلا في أضيق نطاق وبناء علي استشارة طبيب‏,‏ حيث يفيد المضاد الحيوي في حالة البصاق الملوث بدم أو المصحوب بصديد أما إرتفاع درجة الحرارة فلايصلح معه تناول المضادات مطلقا ويكتفي بأخذ مخفضات للحرارة والأهم من ذلك الراحة التامة للمريض‏.‏
وبالنسبة لمرضي الحساسية الربوية والذين يمثلون‏10%‏ من السكان فإنهم بحاجة إلي الوقاية في فترات تغيير الجو خاصة مع دخول الصيف أو الشتاء حتي لايتعرضون إلي الإصابة بنزلات حادة وينصح لمرضي حساسية الشعب الهوائية أن يستمروا في تنال الأدوية والعلاجات التي تسيطر علي الحساسية في تلك الفترة وعدم الانقطاع عن العلاج حتي لاتتطور حالات الإصابة بالأنفلوانزا إلي أزمات حادة‏.‏
ويضع الدكتور محمد العبادي ـ رئيس الهيئة المصرية العامة للمستحضرات الحيوية واللقاح ـ فروقا بين الإصابة بالبرد العادي والذي تشمل أعراضه الرشح والعطس دون حمي أي لايصحبه إرتفاع في درجة الحرارة لتصل إلي أكثر من‏39,5‏ درجة وتكسير في الجسم‏,‏ كما أنها لاتكون مصحوبة بالضرورة برشح‏,‏ لذا فإن معظم الناس تخلط بين المرضين‏.‏
والمعروف أن شكل الانفلونزا يتغير من عام إلي آخر لذلك يختلف اللقاح الواقي منها والذي يؤخذ عادة من ثلاث سلالات تتغير بالتعبية كل عام حيث تؤخذ مسحة من الزور في شهري فبراير ومارس يتم إرسالها لمركز الترصد الوبائي في المملكة المتحدة وهو تابع لمنظمة الصحة العالمية وتوسل ومراكز الصحة العالمية الأخري لنفس المركز وبذلك يتم عزل وتصنيف الفيروس ثم التعرف علي نوع السلالة‏,‏ يلي ذلك إبلاغ مراكز الإتباج للحصول علي السلالة التي تصلح للاستخدام في ذات العالم‏.‏
ويضيف الدكتور عادل الطحلاوي ـ وهو مدير بإحدي شركات الأدوية المنتجة لمصل الإنفلونزا ـ أن منظمة الصحة العالمية هي التي تختص بتحديد وإجازة الأمصال المطروحة كل عام‏,‏ ذلك لأنها تقسم العالم إلي جزءين‏:‏ نصف الكرة الشمالي ويضم منطقة الشرق الأوسط ونصف الكرة الجنوبي‏,‏ وتقوم المنظمة كل عام بفصل أكثر ثلاث سلالات انتشارا أو توقعا للانتشار ثم يصدر بهم نشرة للشركات المنتجة والتي يصل عددها إلي أربع أوخمس شركات‏,‏ وتختلف من حيث الجودة والخبرة‏.‏
وتحتاج هذه السلالات لطريقة تصنيع معقدة حيث تنمو علي صفار البيض في وقت محدد من كل عام بحيث نضمن أعلي درجة مناعة يمكن أن تقدمها ربما لاتصل إلي مائة في المائة وإنما تكون قادرة علي محاربة أكثر أنواع الفيروس شيوعا‏.‏
ويختلف المصل من عام إلي آخر نتيجة اختلاف السلالات بحيث يصبح هناك تسجيل جديد كل عام يطرح للمرضي منذ بداية شهر سبتمبر وطوال الشتاء‏.‏
ويحصر الدكتور الطحلاوي أكثر الفئات عرضة للإصابة بفيروس الانفلونزا ولاتعد الفئات المستهدفه للتطعيم في ذات الوقت وهم الطيارون والمسافرون وكبار السن والأطفال الصغار ومرضي الالتهابات الصدرية ذوي الحساسية الصدرية المتكررة‏,‏ بالإضافة إلي مرضي ضعف المناعة وأماكن التجمعات كالمدارس والمعسكرات‏,‏ وترتفع نسبة الاصابة بالانفلونزا نتيجة لإرتفاع نسبة التلوث‏,‏ بالإضافة إلي بعض العادات السلبية المنتشرة كتناول الشيشة التي تعتبر مرتعا خصبا لنشاط الفيروس حتي لو حرص مدخنها علي تغيير المبسم لأن الفيروس يظل عالقا بالخرطوم الموصل للدخان والماء الراكد داخلها‏.‏
ويوجز الدكتور عادل الطحلاوي أنواع الأدوية المعالجة للانفلوانز إلي أدوية تساعد علي إعطاء مناعة طبيعية بحيث تقوي مناعة الجسم وأخري تقوم بعمل مناعة موضوعية‏,‏ بالإضافة إلي الأمصال التي تعتمد علي السلاسلات والتي تقوم بدور تحفيز الأجسام المناعية داخل الجسم‏.‏
ويستعرض الدكتور يوسف مقار ـ بهيئة المصل والقاح ـ أسماء الأمصال المطروحة هذا العام وهي
‏aggripal‏
ومصدره إيطاليا و
‏vaxigrip‏
ومصدره فرنسا و
‏fluarix‏
ومصدره بلجيكا حيث يستخدم هذا اللقاح للوقاية من فيروس الانفلونزا وخصوصا للأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات المصاحبة لها ولايستخدم هذا الطعم في مرضي الحساسية من البيض والبروتين ومن المضادات الحيوية مثل‏(‏ كاناميسين ونيوميسين‏)‏ ومن الفور مالدهيد‏.‏
ويتم إعطاء‏0,5‏ سم‏3‏ في العضل للبالغين والأطفال أكثر من سن‏3‏ سنوات‏,‏ أما الأطفال دون ذلك فيحصلون علي‏0.25‏ سم‏3‏ في العضل‏,‏ وبالنسبة للأطفال الذين لم يسبق لهم الإصابة بالأنفلونزا أو لم يسبق لهم التطعيم بلقاحها فيتم إعطاؤهم جرعة ثانية بعد‏4‏ أسابيع من الجرعة الأولي‏(‏ مقدارها‏0,25‏ سم‏3‏ في العضل‏),‏ ويعطي اللقاح بالحقن في العضل أو بالحقن العميق تحت الجلد‏.‏
وتوضح الدكتورة سحر فرج ـ بالهيئة المصرية العامة للمستحضرات الحيوية واللقاح ـ أن سلالات هذا العام تحتوي علي الكاليدونيا وهو الميكروب الذي أثار مخاوف الناس في العالم الماضي بسبب خطورته الشديدة وتسببه في ارتفاع درجة الحرارة مما أدي إلي الوفاة في بعض الحالات‏,‏
وأفضل فترة للتطعيم من شهر سبتمبر حتي شهر نوفمبر أي قبل دخول الشتاء وربما يحدث ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو فقدان للشهية أو رعشة تعب أو إرهاق‏,‏ صداع‏,‏ عرق‏,‏ آلام بالعضلات والمفاصل ولكن هذه الأعراض مؤقتة وتختفي خلال يوم أو يومين علي الأكثر بدون علاج‏,‏ وتندر حالات الحساسية من المصل إلا إذا كان المريض لديه في الأساس حساسية تجاه المادة الحافظة داخل المصل‏.‏


أخبار مرتبطة