تاريخ النشر 17 مارس 2016     بواسطة الدكتور عمر محمد دباعي     المشاهدات 201

تحريرُ النفق الرصغي

يمرُّ عصبٌ رئيسي، يُعرف بالعصب الظنبوبي الخلفي، عبرَ نفق ضيق في الجانب الداخلي من الكاحل. يُعرف هذا النفقُ بالنفق الرُّصغي أو نفق رسغ القدم. تتألَّف أرضيةُ النفق الرصغي من عظام تُسمَّى العظام الرصغية، ويتألَّف سقف النفق من رباط سميك. يضغط هذا الرباطُ على العصب عندما تزداد سماكته، ممَّا يسبِّب م
تلازمة النفق الرصغي، وهي حالةٌ تسبِّب الألم والخدر في القدم. قد ينصح الأطباءُ بإجراء عملية جراحية للمرضى الذين يعانون من متلازمة النفق الرصغي؛ فإذا نصح الطبيبُ بالمعالجة الجراحية لهذه الحالة، فإنَّ القرار بإجرائها أو عدم إجرائها يعود للمريض أيضاً. قد تشمل المعالجاتُ البديلة: استخدام مقوِّم للقدم أو وضع القدم في جبيرة أو قالب، أو تناول أدوية مضادَّة للالتهابات أو العلاج الفيزيائي والعلاج بالتدليك أو حقن الأدوية الستيرويدية. يمكن أن تساعدَ العمليةُ الجراحية لتحرير النفق الرصغي على إزالة الألم والخدر في القدم عندما تفشل المعالجاتُ غير الجراحية الأخرى. هذه العمليةُ آمنة جداً، وتعطي نتائج ممتازة. ولكن يبقى هناك احتمال لحدوث مضاعفات في حالات نادرة. يجب أن يتعرَّفَ المريض إلى هذه المضاعفات للتمكُّن من اكتشافها في وقت مبكِّر.
مقدِّمة
متلازمةُ نفق الرصغي هي حالةٌ تسبِّب الألم والخدر في القدم. قد ينصح الأطباءُ بإجراء عملية جراحية للمرضى الذين يعانون من متلازمة النفق الرصغي. فإذا نصح الطبيبُ بالمعالجة الجراحيَّة، فإنَّ القرارَ بإجرائها أو عدم إجرائها يعود للمريض أيضاً. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي سببَ متلازمة النفق الرصغي وأعراضها وخيارات معالجتها، ومنافع هذه الجراحة ومخاطرها. 
التشريح
يمرُّ عصبٌ رئيسي، يُعرف بالعصب الظنبوبي الخلفي، عبرَ نفق ضيِّق في الجانب الداخلي من الكاحل. يُعرف هذا النفقُ بالنفق الرصغي أو نفق رسغ القدم. تتألَّف أرضيةُ النفق الرصغي من عظام تُعرَف بالعظام الرصغية، ويتألَّف سقف النفق من رباط سميك. يزوِّد العصبُ الظنبوبي الخلفي، الموجود داخل النفق الرصغي، الإحساسَ إلى كعب وقوس وأصابع القدم على الجانب الداخلي من القدم. تمرُّ الأوتارُ مع العصب عبر النفق الرصغي. تربط الأوتار عضلات الجزء الأسفل من الساق بعظم القدم، ممَّا يسمح بتحريك القدم. 
الأعراضُ وأسبابها
يضغط الرباطُ في النفق الرصغي على العصب عندما تزداد سماكته. ويسبِّب ذلك الخدرَ والألم والحرق في الجانب الداخلي من الكاحل والقدم وكعب وأصابع القدم. قد يحدث بعضُ الخَدَر والألم في الجزء الأسفل من الساق، ولكن ليس فوق الركبة. تزداد الأعراضُ سوءًا عندما يمشي المريضُ أو يركض أو يستخدم قدمه. يبدو أنَّ الراحةَ تساعد على تخفيف الأعراض. السببُ الأكثر شيوعًا لمتلازمة النفق الرصغي هو ازدياد سماكة الرباط. ولكن من الممكن وجود أسباب أخرى لهذه المتلازمة. تشمل هذه الأسبابُ الأخرى تورُّمَ الأنسجة والعظام المحيطة بالنفق الرصغي، كما يحدث في التهاب المفاصل الروماتويدي. يمكن أن تسبِّب الكسورُ أو الالتواء تندُّباً قد يؤدِّي إلى تضيُّق النفق، ممَّا يسبِّب متلازمةَ النفق الرصغي. كما يمكن أن تسبِّبَ أمراضٌ مثل مرض السكري أعراضاً مشابهة لمتلازمة النفق الرصغي، لأنَّ السكَّري يمكن أن يؤذي العصبَ الظنبوبي الخلفي. ويبدو أنَّ المرضى الذين لهم أقدام مسطَّحة معرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بمتلازمة النفق الرصغي. هناك أسبابٌ أخرى مستبعدة، ولكنَّها ممكنة، وهي الأورام أو تورُّم الأوردة. 
التشخيص
إنَّ متلازمةَ النفق الرصغي غير شائعة إلى حد ما، ويمكن أن يكون تشخيص هذه الحالة صعباً. يدقِّق الطبيبُ في السجلِّ الطبِّي الكامل للمريض، بالإضافة إلى إجراء فحص طبي له. قد يقوم الطبيبُ خلال هذا الفحص بالنقر بإصبعه على الجلد فوق العصب للتحقُّق ممَّا إذا كان المريض يشعر بوخز. وقد يطلب الطبيبُ إجراءَ فحص لسرعة التوصيل العصبي. يقيس هذا الفحصُ مدى سرعة انتقال النبضات العصبية عبر العصب. 
المعالجات البديلة
يمكن أن يساعدَ المقوِّم على تخفيف الأعراض لدى معظم المرضى. ويمكن أن تفيدَ الجبيرة أو القالب أيضاً. من الممكن أيضاً استخدامُ الأدوية المضادَّة للالتهابات لتخفيف الألم. ويساعد العلاجُ الفيزيائي والتدليك في بعض الحالات. وكذلك من الممكن حقنُ الأدوية الستيرويدية في النفق الرصغي نفسه. ويمكن اللجوءُ إلى الجراحة حين تفشل هذه المعالجات. 
المعالجاتُ الجراحية
تهدف جميعُ الإجراءات الجراحية إلى إزالة الضغط عن العصب عبر قطع الرباط. تُجرى العمليةُ عبرَ شقِّ في الجلد، وتستغرق حوالي 30 دقيقة. عندَ قطع الرباط ، يتحرَّر العصبُ من الضغط. ولهذا السبب تُسمَّى هذه العملية "عملية تحرير النفق الرصغي". يمكن أن تُجرى العمليةُ تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام. بعدَ تحرير العصب، يقوم الجرَّاح بإغلاق الجلد بالغُرزات. تحريرُ النفق الرصغي هو عمليةٌ لمريض خارجي، ممَّا يعني أنَّ المريضَ يغادر إلى المنزل في يوم العملية نفسه. 
المخاطرُ والمضاعفات
هذه العمليةُ آمنةٌ جداً، وتعطي نتائج ممتازة. ولكن هناك العديد من المخاطر والمضاعفات المحتملة رغم أنَّه من المستبعَد حصولها. يجب أن يتعرَّفَ المريضُ إلى هذه المضاعفات تحسُّباً لحصولها، لأنَّ معرفته بها قد تجعله قادراً على مساعدة الطبيب لكشفها في وقتٍ مبكِّر. تشمل هذه المخاطرُ والمضاعفات المخاطرَ الناجمة عن التخدير، والمخاطر الناجمة عن أيِّ نوع من العمليات الجراحية. في حال قرَّر الطبيبُ استخدامَ التخدير العام، فإنَّ المخاطر الناجمة عنه تشمل: الغثيان والتقيُّؤ واحتباس البول وجرح الشفتين وكسر الأسنان والألم في البلعوم والصداع. أمَّا المخاطرُ الأكثر جدِّية فهي النوبات القلبية والسكتات الدماغية والالتهاب الرئوي. سوف يتحدَّث طبيبُ التخدير مع المريض حول هذه المخاطر، ويستفسر منه ما إذا كان لديه تحسّساً تجاه أيِّ نوع من الأدوية. ان بعضُ المخاطر الناجمة عن عملية تحرير النفق الرصغي ممكن ان تحدث في أيِّ نوع من العمليات الجراحية، ومن هذه المخاطر:
العدوى في مكان عميق في النفق الرصغي أو على سطح الجلد.
النزف.
ظهور ندبات على الجلد.
هل العدوى كثيرة الحدوث بعدَ عمليات تحرير النفق الرصغي؟
إجابةٌ خاطئة. العدوى نادرة جداً.
إجابةٌ صحيحة. العدوى نادرة جداً.
هناك مخاطر ومضاعفات أخرى تتعلَّق بهذه العملية الجراحية تحديداً؛ وهي نادرة أيضاً. ومع ذلك، من المهم معرفتها.
قد يتأذَّى العصبُ، ممَّا يؤدِّي إلى فقدان دائم للإحساس في القدم. وقد يتأثَّر أو يُصاب الوترُ، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف في القدم. وهناك أيضاً إمكانية لعدم تحسُّن الأعراض بعد العملية، بل يمكن أن تزداد سوءاً أحياًناً. 
بعدَ الجراحة
توضَع ضمادة على القدم بعد العملية، ويطلب الطبيب أن تبقى الساقُ مرفوعة فوق مستوى القلب لتخفيف الورم. عندَ الاستحمام، يجب أن تُغطَّى الضمادةُ بكيس من النايلون لحمايتها من البلل. يخبر الطبيبُ المريضَ عن الوقت الذي يحتاج إليه قبل أن يتمكَّن من العودة إلى عمله. وهذا يتوقَّف على عمر المريض ونوع عمله والجراحة وحالته الصحية. يحدِّد الطبيبُ موعدَ زيارة المراجعة لفحص الشق الجراحي وإزالة الخيوط. كما ينصح الطبيبُ المريضَ بالبرنامج المناسب لإعادة تأهيل القدم. 
الخلاصة
يمكن أن تساعدَ عمليةُ تحرير النفق الرصغي في تخفيف الألم والخدر في القدم عندما تفشل المعالجاتُ غير الجراحية الأخرى. هذه العمليةُ آمنة جداً، وتعطي نتائج ممتازة. ولكن كما ذكرنا سابقاً، يمكن أن تحدث بعضُ المضاعفات، ومعرفةُ هذه المضاعفات سوف تساعد المريض على كشفها في وقت مبكِّر


أخبار مرتبطة